نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 347
قال عز الدين بن جماعة : وشتان بين هذا الأعرابي وبين من أضله الله فحرم السفر إلى زيارته صلى الله عليه وسلم ، وهي من أعظم القربات كما قدمناه ولبعض زوار النبي صلى الله عليه وسلم : أتيتك زائراً وودت أني * جعلت سواد عيني أمتطيه وما لي لا أسير على جفوني * إلى قبر رسول الله فيه قال القاضي عياض رحمه الله : وجدير بمواطن عمرت بالوحي والتنزيل ، وتردد بها جبريل وميكائيل ، وعرجت منها الملائكة والروح ، وضجت في عرصاتها بالتقديس والتسبيح ، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر ، وانتشر عنها من دين الله وسنة نبيه ما انتشر ، مدارس آيات ، ومساجد وصلوات ، ومشاهد الفضائل والخيرات ، ومعاهد البراهين والمعجزات ، ومساكن الدين ، ومشاعر المسلمين ، وموقف سيد المرسلين ، ومتبوأ خاتم النبيين ، حيث انفجرت النبوة وفاض عبابها ، ومواطن مهبط الرسالة ، وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها ، أن تعظم عرصاتها ، وتنسم نفحاتها ، وتقبّل ربوعها وجدرانها ، وأنشد : يا دار خير المرسلين ومن به * هدى الأنام وخص بالآيات عندي لأجلك لوعة وصبابة * وتشوق متوقد الجمرات وعليّ عهد إن ملأت محاجري * من تلكم الجدرات والعرصات لأعفرن مصون شيبي بينها * من كثرة التقبيل والرشفات لولا العوادي والأعادي زرتها * أبداً ولو سحباً على الوجنات لكن سأهدي من حفيل تحيتي * لقطين تلك الدار والحجرات أزكى من المسك المفتق نفحة * تغشاه بالآصال والبكرات وتخصه بزواكي الصلوات * وتوأمي التسليم والبركات
347
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 347