responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 3


صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام » . وهذا صريح في أن المسجد الحرام أفضل بقاع الأرض على الإطلاق ، وسيأتي قريباً إيضاح ذلك ، ولذلك كان شد الرحال إليه فرضاً ، ولغيره مما يستحب ولا يجب .
ومن خصائصها : كونها قبلة لأهل الأرض كلهم ، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها ، وأنه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة في الصحراء دون سائر بقاع الأرض .
ومن خواصها : أيضاً أن المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض ، كما في « الصحيحين » عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أول مسجد وضع في الأرض ؟ فقال : « المسجد الحرام » . قلت : ثم أي ؟ قال : « المسجد الأقصى » . قلت : كم بينهما ؟ قال : « أربعون عاماً » . فإن الذي أسس المسجد الأقصى هو يعقوب بن إسحاق ، وكان بينه وبين بناء إبراهيم - عليه السلام - هذا المقدار . والله أعلم .
ومما يدل على تفضيلها أن الله تعالى أخبر أنها أم القرى ، فالقرى كلها تبع لها وفرع عليها ، وهي أصل القرى ، فيجب ألا يكون لها في القرى عديل .
ومن خصائصها : أنها لا يجوز دخولها لغير أصحاب الحوائج المتكررة إلا بإحرام ، على أحد القولين للشافعي وأحمد .
ومن خواصها : أنه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وإن لم يفعلها ، قال تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) . فتأمل كيف عدى فعل الإرادة ها هنا بالباء ، ولا يقال : أردت بكذا إلا لما ضمّن معنى فعل « هم » ، فإنه يقال : هممت بكذا ، فتوعد من هم بأن يظلم فيه بأن يذيقه العذاب الأليم .
ومنها : تضاعف مقادير السيئات فيه ، لا كمياتها ، فإن السيئة جزاؤها سيئة ، لكن سيئة كبيرة ، وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله تعالى وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه . والله أعلم .

3

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست