صلّى الله عليه وسلّم : « من أتى هذا البيت ، فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه » . ولم يرض لقاصده من الثواب دون الجنة ، ففي السنن عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة » . وفي معناه ما جاء في « الصحيحين » عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » . ليس ذلك فحسب ، بل أقسم الله تعالى به في كتابه العزيز في موضعين منه ، فقال تعالى : ( وهذا البلد الأمين ) . وقال تعالى : ( لا أقسم بهذا البلد ) . ومعنى القسم به في الموضعين التنويه بشأنه ، والإبانة عن شرفه ؛ لما أنه مكان البيت الذي هو هدى للعالمين ، ومولد سيد المرسلين ، ومبعث خاتم النبيين ، فليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي فيها غيرها ، وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه ، وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود ، واستلام الركن اليماني ، وثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، فعن عبد الله بن الزبير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : « صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة » . وثبت في « الصحيحين » عن أبي هريرة مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام على مسجد المدينة مطلقاً ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف

2