نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 29
إليه ظلل الله مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول ، ولم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم وتهديه مكان البيت حتى رفع القواعد قامة ثم انكشفت الغمامة . ويروى أنه لما أهبطه الله إلى الأرض أهبطه إلى موضع البيت الحرام واشتاق إلى الجنة فأنزل الله عليه الحجر الأسود وهو ياقوتة من يواقيت الجنة فأخذه آدم فضمه إليه استئناساً به ، فقيل له : تخطى يا آدم فتخطا فإذا هو بأرض الهند فمكث ما شاء الله ثم استوحش إلى الركن ، فقيل له : أحجج فحج فلقيته الملائكة فقالوا : بر حجك يا آدم فقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام . وذكر الأزرقي أن الملائكة لقيته بالمأزمين وفي رواية بالردم ، وفي رواية أخرى في الطواف ويروى : أنه أقام بمكة يعبد الله عند البيت فلم تزل داره حتى قبضه الله بها ويروى : أن الله تعالى أنزل البيت الحرام ياقوتة مجوفة مع آدم فقيل له : إن هذا بيتي أنزلته معك يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ، ونزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة فوضع البيت عليه فلما أغرق الله قوم نوح رفعه إلى السماء وبقيت قواعده . وعن ابن عباس قال : كان آدم أول من أسس البيت وصلى فيه . وعنه قال : حج آدم فطاف بالبيت سبعاً فلقيته الملائكة في الطواف ، فقالوا : بر حجك يا آدم أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام . قال : فما كنتم تقولون في الطواف ؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . قال آدم : فزيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله . فزادت فيها ذلك ، ثم حج إبراهيم بعد بنائه البيت فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه ، فقال لهم إبراهيم : ماذا كنتم تقولون في طوافكم ؟ قالوا : كنا نقول قبل أبيك آدم : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . فقال آدم : زيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
29
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 29