نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 28
خمسة أجبل من : لبنان وطور زيتاً وطور سيناء والجودي وحراء حتى استوى على وجه الأرض . وقال ابن عباس : فكان أول من أسس البيت وصلى فيه وطاف به أدم عليه السلام حتى بعث الله الطوفان ، وكان غضباً ورجساً فحيث ما انتهى الطوفان ذهب ريح آدم ، ولم يقرب الطوفان أرض السند والهند . قال : فدرس موضع البيت في الطوفان حتى بعث الله تعالى إبراهيم وإسماعيل فرفعا قواعده وأعلامه ، وبنته قريش بعد ذلك . ويروى أنه لما هبط إلى الأرض بأرض الهند واشتد بكاؤه وحزنه وتاب الله عليه أمر بالسير إلى مكة حتى انتهى إليها ، فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة ووضعها له موضع الكعبة ، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة ، فيها ثلاث قناديل من ذهب من تبر الجنة ، فيها نور يلتهب من نور الجنة ، ونزل معه الركن ياقوتة بيضاء من ربض الجنة وكان كرسياً لآدم عليه السلام يجلس عليه ، فلما صار آدم بمكة حرسه الله وحرس له تلك الخيمة بالملائكة ، كانوا يحرسونها ويذودون عنها ساكني الأرض ، وسكانها يومئذ الجن والشياطين ، ولا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء من الجنة ؛ لأنه من نظر إلى شيء من الجنة وجبت له ، والأرض يومئذ طاهرة نقية لم تنجس ولم تسفك فيها الدماء ولم يعمل فيها الخطايا ، فلذلك جعلها الله مسكن الملائكة وجعلهم فيها كما كانوا في السماء يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وكان وقوفهم في أعلام الحرم صفاً واحداً مستديرين بالحرم كله ، الحل من خلفهم والحرم كله من أمامهم فلا يجوز بهم جني ولا شيطان ، فمن أجل مقام الملائكة حرم الحرم حتى اليوم ووضعت أعلامه حيث كان مقام الملائكة ، وحرم الله على حواء دخول الحرم والنظر إلى خيمة آدم من أجل خطيئتها فلم تنظر إليها حتى قبضت ، وكان آدم إذا أراد أن يلم بقاءً للولد خرج من الحرم كله حتى يلقاها ، فلم تزل خيمة آدم مكانها حتى قبضه الله ورفعها ، وبنى بنو آدم من بعدها مكانها بيتاً بالطين والحجارة فلم يزل معموراً يعمرونه ومن بعدهم حتى كان زمن نوح فنسفه الغرق وخفى مكانه ، فلما بعث الله إبراهيم طلب الأساس فلما وصل
28
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 28