responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 287


قناديل المسجد ، وسمع لسقف المسجد صرير ، وتمت الزلازل إلى يوم الجمعة ضحى ثم انبجست الأرض بنار عظيمة في واد يقال له : أخيلين بينه وبين المدينة نصف يوم ، ثم انبجست من رأسه في الحرة الشرقية من وراء قريظة على طريق الشوارقية بالمقاعد ، ثم ظهر لها دخان عظيم في السماء ينعقد حتى يبقى كالسحاب الأبيض ، وللنار ألسن محمرة صاعدة في الهواء ، وبقي الناس في مثل ضور القمر ، وصارت النار قدر المدينة العظيمة ، وما ظهرت إلا ليلة السبت ، وكان اشتعالها أكثر من ثلاث منائر وهي ترمي بشرر كالقصر ، وشررها صخر كالجمال ، وسال من هذه النار واد يكون مقداره خمسة فراسخ ، وعرضه أربعة أميال ، وعمقه قامة ونصف ، وهو يجري على وجه الأرض ، ويخرج منه أمهاد وحبال يسير على وجه الأرض ، وهو صخر يذوب حتى يصير كالآنك ، فإذا جمد صار أسود وقبل الجمود لونه أحمر ، وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أحد ، وسالت من أخيلين نار تنحدر مع الوادي إلى الشظاة ، والحجارة تسير معها حتى عادت تقارب حرة العريض ، ثم وقعت أياماً تخرج من النار ألسن ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى نبت لها جبل ، ولها كل يوم صوت من آخر النهار ورؤي ضوء هذه النار من مكة ومن الينبع ، ولا يرى الشمس والقمر من يوم ظهور النار إلا كاسفين . قال ابن أبي شامة : ظهر عندنا بدمشق أثر الكسوف من ضعف نور الشمس على الحيطان ، وكلنا حيارى من ذلك ما هو حتى أتى خبر النار .
قال المطري : سارت النار من مخرجها الأول إلى جهة الشمال ثلاثة أشهر تدب كدبيب النمل ، تأكل كلما دبت عليه من جبل أو حجر ولا تأكل الشجر ، فتثير كل ما مرت عليه فيصير سداً لا مسلك فيه لإنسان إلى منتهى الحرة من جهة الشمال ، فقطعت في وسط وادي الشظاة إلى جبل وغيره ، فسدت الوادي المذكور بسد عظيم بالحجر المسبوك بالنار ، ولا كسد ذي القرنين ، لا يصفه إلا من رآه طولاً وعرضاً وارتفاعاً وانقطع وادي الشظاة بسببه ، وصار السيل منحبس خلف السد وهو واد عظيم ، فيجتمع خلفه المياه حتى يصير بحراً كنيل مصر عند زيادته قال رحمه الله تعالى : شاهدته كذلك في شهر رجب من سنة تسع وعشرين وسبعمائة ، قال : وأخبرني علم الدين سحر المغربي ، من عتقاء الأمير عز الدين منيف بن شيحة بن القاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة ، قال : أرسلني مولاي الأمير المذكور بعد ظهور النار بأيام ومعي شخص من العرب يسمى خطيب بن منان وقال لنا : أقربا من هذه النار وانظرا هل يقدر أحد على القرب منها ؟ فخرجنا إلى أن قربنا منها فلم نجد لها حراً ، فنزلت عن فرسي

287

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست