responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 197


الجنوب من على يمين الشمس ، و " يسمي هذا الجبل بعضهم جبل النور " ، ولعمري إنه كذلك لكثرة مجاورة النبي صلى الله عليه وسلم وتعبده فيه ، وما خصه الله فيه من الكرامة بالرسالة إليه ونزول الوحي فيه عليه ، وذلك في غار في أعلاه مشهور يأثره الخلف عن السلف رحمهم الله ويقصدونه بالزيارة ، وأما ما ذكر الأزرقي في تاريخه في ذكر الجبال : من أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هذا الجبل واختبئ فيه من المشركين في غار في رأسه مشرف مما يلي القبلة . فقال بعض من عاصرناه : إن هذا ليس بمعروف ، والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختبئ من المشركين إلا في غار ثور بأسفل مكة . انتهى .
ويؤيد ما ذكره الأزرقي ما قاله القاضي عياض ثم السهيلي في " الروض الأنف " ، أن قريشاً حين طلبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير فقال له ثبير وهو على ظهره : اهبط عني يا رسول الله ، فإني أخاف أن تقتل على ظهري فيعذبني الله ، فناداه حراء إليّ يا رسول الله . فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اختبئ فيه من المشركين في واقعة ثم اختفى في ثور في واقعة أخرى وهي خبر الهجرة .
وقال السهيلي في حديث الهجرة : وأحسب في الحديث أن ثوراً ناداه أيضاً لما قال له ثبير : اهبط عني . وهذا الغار الذي في الجبل مشهور بالخير والبركة ؛ لحديث بدء الوحي الثابت في الصحيحين ، وأورد ابن أبي جمرة سؤالاً وهو : أنه لم اختص صلى الله عليه وسلم بغار حراء فكان يخلو فيه ويتحنث دون غيره من المواضع ولم يبدله في طول تحنثه ؟ وأجاب عن ذلك بأن هذا الغار له فضل زائد على غيره من قبل أن يكون فيه منزوياً مجموعاً لتحنثه وهو يبصر بيت ربه والنظر إلى البيت عبادة ، فكان له اجتماع ثلاث عبادات وهي الخلوة والتحنث والنظر إلى البيت ، وجمع هذه الثلاث أولى من الاقتصار على بعضها دون بعض ، وغيره من الأماكن ليس فيه ذلك المعنى ، فجمع له صلى الله عليه وسلم في المبادي كل حسن بادي .
انتهى .
وعن ابن أبي مليكة قال : جاءت خديجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحيس وهو بحراء فجاءه جبريل فقال : يا محمد هذه خديجة قد جاءتك تحمل حيساً معها والله يأمرك أن تقرئها السلام وتبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، فلما أن رقت

197

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست