نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 174
ينقد من الركن الأسود حين أصابه الحريق فجعلتها لها في حق ثم قال لها : انظري هذه الحصاة فإنها حصاة من الركن الأسود فاغليها للمرضى ، فإني أرجو أن يجعل الله سبحانه لهم فيها الشفاء فخرجت في أصحابها ، فلما خرجت من الحرم ونزلت في بعض المنازل صرع أصحابها فلم يبق منهم أحد إلا أخذته الحمى ، فقامت وصلت ودعت ربها عز وجل ثم التفتت إليهم ، وقالت : ويحكم انظروا ماذا خرجتم به من الحرم ؟ فماذا الذي أصابكم إلا بذنب ؟ قالوا : ما نعلم خرجنا من الحرم بشيء . قال : قالت لهم : أنا صاحبة الذنب انظروا أمثلكم حياة وحركة . قال : فقالوا : لا نعلم أحداً منا أمثل من عبد الأعلى . قالت : فشدوا له رحله . ففعلوا ثم دعته فقالت : خذ هذه الحصاة التي في هذا الحق ، فاذهب بها إلى أختي صفية بنت شيبة فقل لها : إن الله تبارك وتعالى وضع في حرمه وأمنه أمراً لم يكن لأحد أن يخرجه من حيث وضعه ، فخرجنا بهذه الحصاة فأصابتنا فيها بلية عظيمة فصرع أصحابنا كلهم ، فإياك أن تخرجيها من حرم الله عز وجل . قال عبد الأعلى : فما هو إلا أن دخلت الحرم فجعلنا نبعث رجلاً رجلاً . ومنها : أن الكعبة منذ خلقها الله تعالى ما خلت من الطائف يطوف بها من جن أو إنس أو ملك أو طائر كما تقدم في الفضائل ، وتقدم فيه قضية الحية التي رئيت طائفة بالبيت ، وكذلك الجمل طاف به يوم قتل ابن الزبير . وعن أبي الطفيل قال : كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى ، وكان لها ابن ولم يكن لها ولد غيره وكانت تحبه حباً شديداً ، وكان شريفاً في قومه ، فتزوج وأتى زوجته فلما كان يوم سابعه قال لأمه : إني أحب أن أطوف بالكعبة سبعاً نهاراً . قالت له : أي بني إني أخاف عليك سفهاء قريش . فقال : أرجو السلامة . فأذنت له فولى في صورة جان ، فلما أدبر جعلت تعوذه وتقول : أعيذه بالكعبة المستورة ، ودعوات ابن أبي محذورة ، وما تلا محمد من سورة ، إني إلى حياته فقيرة ، وإنني بعيشه مسرورة . فمضى الجان نحو الطواف فطاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين ثم أقبل منقلباً حتى إذا كان ببعض دور بني سهم ، عرض له شاب من بني سهم أحمر أزرق أحول أعسر فقتله ، فثارت بمكة غبرة حتى لم تر الجبال ، قال أبو الطفيل : وبلغنا أنه إنما تثور تلك الغبرة عند موت عظيم من الجان قال : فأصبح من بني سهم موتى كثيرة من قتلى الجن فكان فيهم سبعون شيخاً أصلع سوى " الشاب " . قال : فنهضت بنو سهم وحلفاؤها ومواليها وعبيدهم فركبوا الجبال والشعاب بالثنية ، فما تركوا حية ولا عقرباً ولا
174
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 174