نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 163
فيحصل للمصلين خلفهم لبس كبير بسبب التباس أصوات المبلغين واختلاف حركات المصلين ، ومع ذلك يكثر اللغط واللغو وأحاديث الدنيا من المستمعين غير المصلين ، ويجتمعون بذلك أمام كل إمام حلقاً حلقاً وأفواجاً مستدبرين القبلة متوجهين إلى الإمام ، ويختلط الرجال بالنساء متزينات متعطرات فيزداد التشويش على الطائفين ، وقل من يحصل له حضور في طواف أو غيره مع اجتماع مثل ذلك الجمع العظيم ، ويعظم ذلك في العشر الآخر من رمضان ليالي الختم فيجتمع فيها الجمع العظيم من الرجال والنساء والصبيان ، ويهرع إليها الأعراب وأهل البوادي والأودية من قرى شتى خصوصاً ليلة الخامس والعشرين والسابع والعشرين من رمضان ، وبعد الفراغ من الختم يصعد صغير على منبر والجم الغفير تحته ، ويخطب ويعظهم بصوت عال ، بحيث يبلغ الطائفين ويشوش عليهم ويجلس في الخطبة جلسات ، ويقرأ القراء الجالسون تحته عقيب كل جلسة عشراً من القرآن بأصوات عالية وألحان متنوعة ، ويحصل في تلك الليالي الفتن بين الرجال والنساء ، وكل هذه بدع شنيعة ومنكرات قبيحة وفق الله ولي الأمر لإزالتها ، وأثاب المتسبب في إطفاء رسومها . وفي صلاة التراويح خلف الصبيان اختلاف ، قال مشائخ العراق وبعض مشائخ بلخ : لا تجوز . وقال غيرهم : تجوز . وعن نصر بن يحيى أنه سئل عنها قال : تجوز إذا كان ابن عشر سنين . وقال السرخسي : الصحيح أنها لا تجوز ؛ لأنه غير مخاطب وصلاته ليست بصحيحة على الحقيقة ، فلا تجوز إمامته كإمامة المجنون ، أما إذا أمّ الصبي الصبيان فإنه يجوز ؛ لأن صلاة الإمام مثل صلاة المقتدي . وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع " . قال العلماء : يستحب أن ينور البيت الذي يقرأ فيه القرآن بتعليق القناديل ونصب الشموع ويزاد في شهر رمضان في أنوار المساجد . انتهى . وأما حكم صلاة الأئمة الثلاثة الحنفي والمالكي والحنبلي في المكتوبات على الصفة التي ذكرناها : فاجتمع أصحابنا على أن المسجد إذا صلى فيه جماعة بعد جماعة بغير أذان ثان فإنه يباح كذا ذكره شارح الجمع ؛ لأنه قال : قال أصحابنا : المسجد إذا
163
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 163