نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 139
أجعل للكعبة قدحين ولي قدحين ، ولكم قدحين فمن خرج قدحاه على شيء كان له ، ومن تخلف قدحاه فلا شيء له . قالوا : أنصفت . فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبد المطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوا القداح الذي يضرب بها عند هبل ، وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل وضرب صاحب القداح فخرج الأصفران على الغزالين ، وخرج الأسودان على الأسياف والأدراع لعبد المطلب ، وتخلف قدحا قريش ، فضرب عبد المطلب الأسياف باباً للكعبة ، وضرب في الباب الغزالين فكانت أول حلية حليته الكعبة . قال السهيلي : دل على زمزم بعلامات ثلاث : بنقرة الغراب الأعصم ، وأنها بين الفرث والدم ، عند قرية النمل ، ويروى أنه لما قام ليحفرها رأى ما رسم له من قرية النمل ونقرة الغراب ولم ير الفرث والدم ، فبينما هو كذلك ندّت بقرة لجازرها فلم يدركها حتى دخلت المسجد الحرام ونحرها في الموضع الذي رسم لعبد المطلب فسال هناك الفرث والدم ، فحفر عبد المطلب حيث رسم له ، ولم تخص هذه العلامات الثلاث بأن تكون دليلاً عليها إلا لحكمة إلهية ، وفائدة مشاكلة في علم التعبير والتوسم الصادق يعني زمزم وماءها . أما الفرث والدم : فإن ماءها طعام طعم وشفاء سقم وهي لما شربت له ، وقد تقوّت من مائها أبو ذر ثلاثين يوماً وليلة فسمن حتى تكثرت عكنه ، فهي إذاً كما قال صلى الله عليه وسلم في اللبن : " إذا شرب أحدكم اللبن فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يسد مسد الطعام والشراب إلا اللبن " . وقال تعالى في اللبن : " من بين فرث
139
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 139