نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 88
شاء الله منهم . وقيل : هلك القوم جميعاً فلما رأت الحبشة ذلك خرجوا هاربين يبتدرون التي منه جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، وقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من عذابه : أين المفر والإله الطالب * والأشرم المغلوب غير الغالب وقال نفيل أيضاً في ذلك : ألا حييت عنا ياردينا * نعمناكم مع الإصباح عينا ردنيه لو رأيت ولت تريه * لدى جنب المحصب ما رأينا إذا لعذرتني وحمدت أمري * ولم تأسى على ما فات بينا حمدت الله إذ عاينت طيرا * وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم يسأل عن نفيل * كأن عليّ للحبشان دينا ونفيل ينظر إليهم من بعض تلك الجبال ، وقد خرج القوم وماج بعضهم في بعض ، فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون على كل منها ، وبعث الله على أبرهة داءً في جسده فجعل تتساقط أنامله ، كلما سقطت أنملة أتبعتها مدة من قيح ودم فانتهى إلى صنعاء وهو مثل فرخ الطير ممن بقي من أصحابه وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك ، وأقام بمكة ضعف الجيش وبعض من ضمه العسكر فكانوا بمكة يعتملون ويرعون لأهل مكة . انتهت قصة أصحاب الفيل . قال مقاتل بن سليمان : إن السبب الذي جر حديث أصحاب هو أن فتية من قريش خرجوا تجاراً إلى أرض النجاشي فساروا حتى دنوا من ساحل البحر في سند حقف من أحقافه ببيعة للنصارى تسميها قريش " الهيكل " ، ويسميها النجاشي وأهل أرضه " الماسرجسان " ، فنزل القوم في سندها فجمعوا حطباً وأججوا ناراً وشووا لحماً ، فلما ارتحلوا تركوا النار كما هي في يوم عاصف فعجت الرياح فاضطرم الهيكل ناراً ، وانطلق الصريخ إلى النجاشي فأخبره فأسف عند ذلك غضباً للبيعة فبعث أبرهة لهدم الكعبة .
88
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 88