responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 89


وقال فيه : وكان بمكة يومئذ أبو مسعود الثقفي ، كان مكفوف البصر يصيف بالطائف ويشتو بمكة وكان رجلاً نبيهاً نبيلاً عاقلاً ، وكان لعبد المطلب خليلاً فقال عبد المطلب يا أبا مسعود : هذا يوم لا يستغنى فيه عن رأيك فماذا عندك ؟ فقال أبو مسعود لعبد المطلب : اعمد إلى مائة من الإبل فاجعلها حرماً لله وقلدها نعلاً ثم أثبتها في الحرم لعل بعض هؤلاء السودان يعقر منها فيغضب رب هذا البيت فيأخذهم ، ففعل مثل ذلك عبد المطلب فعمد القوم إلى تلك الإبل فحملوا عليها وعقروا بعضها فجعل عبد المطلب يدعو ، فقال أبو مسعود : إن لهذا البيت رباً يمننعه فقد نزل تبع ملك اليمن بصحن هذا البيت وأراد هدمه فمنعه الله وابتلاه وأظلم عليه ثلاثة أيام ، فلما رأى تبع ذلك كساه القباطي البيض وعظمه ونحر له جزوراً فانظر نحو اليمين هل ترى شيئاً ؟ فنظر عبد المطلب فقال : أرى طيراً بيضاً نشأت من شاطئ البحر وحلقت على رؤوسنا فقال : هل تعرفها ؟ قال : والله ما أعرفها ما هي بنجدية ولا غربية ولا شامية وإنها لطير بأرضنا غير مؤنسة . قال : ما قدرها ؟ قال : أشباه اليعاسيب ، في مناقيرها حصى كأنها حصى الخذف قد أقبلت كالليل يكسع بعضها بعضاً ، أمام كل دفعة طير يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق فجاءت حتى إذا حازت عسكر القوم ركدت فوق رؤوسهم ثم أمالت الطير ما في مناقيرها على من تحتها ، مكتوب على كل حجر اسم صاحبه ثم رجعت من حيث جاءت وقيل : كان على كل حجر مكتوباً " من أطاع الله نجا ومن عصاه غوى " فلما أصبحا انحطا من ذروة الجبل فمشيا فلم يؤنسا أحداً ، ثم مشيا فلم يسمعا حساً فقالا : بات القوم سامدين فأصبحوا نياماً ، فلما دنوا من عسكر القوم إذا هم خامدون ، وكان الحجر يقع على بيضة أحدهم فيخرقها حتى يقع في دماغه ، ويخرق الفيل والدابة ويغيب الحجر في الأرض من شدة وقعه ، فأخذ عبد المطلب فأساً وحفر حتى أعمق في الأرض فملأه من الذهب الأحمر والجوهر الجيد وحفر لصاحبه فملأه ، ثم قال لأبي مسعود : هات خاتمك فاختر إن شئت أخذت حفرتي وإن شئت حفرتك وإن شئت فهما لك . فقال أبو مسعود : اختر لي على نفسك . فقال عبد المطلب : إني لم أك أن أجعل المتاع في حفرتي فهي لك . وجلس كل واحد منهما على حفرته ونادى عبد المطلب

89

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست