كلام المصنف بعضها . وبالله التوفيق .
أهمية دراسة تاريخ مكة والمدينة :
لما أظهر الله تعالى سر هذا التفضيل والاختصاص ، لبلده الحرام ومهجر رسول الإسلام ، في انجذاب الأفئدة ، وهوى القلوب وانعطافها ومحبتها لهما ، فعن عبد الله بن عدي بن الحمراء ، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو واقف على راحلته بالحزورة من مكة يقول : « والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت » . فمحبة ما أحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الإيمان ، ليس ذلك فحسب بل كم أنفق في حبهما من الأموال والأرواح ، ورضى المحب بمفارقة فلذ الأكباد والأهل والأحباب والأوطان ، مقدّما بين يديه أنواع المخاوف والمتالف ، والمعاطف والمشاق مستصغرا ذلك أمام تحصيل محبوبه .
فلما كان لهما هذه المكانة العالية ، فقد لزم على أهل الإيمان معرفة تايخهما وما مر بهما من أمور عظام قبل مجيء الإسلام ؛ ليرى حفظ الله تعالى لهما ، وما حباهما من رعاية ، فإن لذلك عظيم الأثر في قلوب المؤمنين ، زيادة في محبتها وتوقيرهما ، وسيمر بك إن شاء الله تعالى ما يؤيد ذلك من كلام المصنف ، وما سرده من أحداث .
وأما معرفة تاريخهما بعد مجيء الإسلام ، فهو أمر لا يخفى على ذي لب أهميته ، فهما مهبط الوحي على النبي صلّى الله عليه وسلّم وفيهما عاش أشرف الخلق بعد النبيين - عليهم الصلاة والسلام - وقد صنف أهل العلم مصنفات كثيرة في تاريخهما ، فمنهم من أفرد تاريخ مكة وأخبارها في تصنيف مستقل مثل :
1 - أخبار مكة للأزرقي ت نحو 250 ه‌ .
2 - تاريخ مكة لعمر بن شبه ت 262 ه‌ .
3 - أخبار مكة للفاكهي ت 272 ه‌ .
4 - القرى في أخبار أم القرى للمحب الطبري ت 694 ه‌ .
5 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للفاسي ت 832 ه‌ .
6 - شفاء الغرام للفاسي ت 832 ه‌ .

7