نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 262
شوال سنة خمس من الهجرة ، يروى أنهم لما وقفوا على الخندق قالوا : إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ، ويقال : إن سلمان الفارسي أشار به على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ محب الدين : والخندق اليوم باق وفيه قناة تأتي من عين بقباء إلى النخل الذي بأسفل المدينة المعروف بالسيح حول مسجد الفتح ، وقد أنطم أثره وتهدمت حيطانه . قال الشيخ جمال الدين المطري : وأما اليوم فقد عفا أثر الخندق ولم يبق منه شيء يعرف إلا ناحيته ؛ لأن وادي بطحان استولى على موضع الخندق فصار مسيله في موضع الخندق . وقال عفيف الدين المرجاني : وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة أراني والدي رحمه الله باقي جدار منه . ذكر قتل بني قريظة بالمدينة الشريفة قال ابن إسحاق : ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق رجع إلى المدينة والمسلمون ووضعوا السلاح ، فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجراً بعمامة من إستبرق على بغلة عليها قطيفة من ديباج فقال : لقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ فقال : نعم . قال : ما وضعت الملائكة بعد السلاح ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ، إن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم . فأذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس : " من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة " . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة ، وقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتواثبت الأوس وقالوا : يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج فهم لنا ، فقال : " ألا ترضون يا معشر الأوس أن نحكم فيهم رجلاً منكم " . قالوا : بلى ، قال : " فذلك إلى سعد بن معاذ " . وكان سعد في خيمته يداوي جرحه ، وكان حارثة بن كلدة هو الذي يداويه وكان طبيب العرب وهو مولى أبي بكرة مسروح ، فأتت الأوس سعد بن معاذ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " احكم في بني قريظة " فقال : إني أحكم فيهم أن تقتل الرجل وتقسم الأموال وتسبي
262
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 262