responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 92


ثم جعل فيه آلات يعلم بها ، ويعقل بها ، ويدرك بها ، ويفهم ، ففضل الناس بعضهم بعضا بالعلم والعقل والفهم .
وقد زعم علماء من علماء الهند انه لما ملكت حوسر بنت بلهيت خرج عليها خارجي ، وكانت جارية عاقلة ، فوجهت ابنا لها ، وكان لها أربعة أولاد ، فقتل ذلك الخارجي ابنها ، فعظم ذلك أهل مملكتها ، وأشفقوا من إخبارها ، فاجتمعوا على حكيم من حكمائهم يقال له قفلان ، وكان ذا حكمة وفطنة ورأي ، فذكروا ذلك له ، فقال : أنظروني ثلاثا ! ففعلوا ذلك ، وخلا مفكرا ، ثم قال لتلميذ له : أحضرني نجارا وخشبا من لونين مختلفين ، أبيض وأسود ، فأحضره نجارا فارها ، وخشبا من لونين مختلفين ، أبيض وأسود ، فصور صورة الشطرنج ، وأمر النجار ، فنجرها ، ثم قال له : أحضرني جلدا مدبوغا !
فأمره أن يخط فيه أربعة وستين بيتا ، ففعل ذلك ، فنصب ناحية ، ثم تجاولا حتى فهماها وأحكماها ، ثم قال لتلميذه : هذه حرب بلا ذهاب أنفس .
ثم حضره أهل المملكة ، فأخرجها لهم ، فلما رأوها علموا أنها حكمة لا يهتدي لها أحد ، وجعل يجاول تلميذه ، فيقع شاه مات ، وشاه غلب ، فأخبرت الملكة بخبر قفلان ، فأحضرته ، وأمرته أن يريها حكمته ، فأحضر تلميذه ، ومعه الشطرنج ، فنصبها بينه وبينه ، فلعبا فغلب أحدهما صاحبه ، فقال : شاه مات ! فانتبهت ، وعلمت ما أراداه ، وقالت لقفلان : أقتل ابني ؟ قال : أنت قلت ! فقالت لحاجبها : ادخل الناس يعزوني . فلما فرغت أحضرت قفلان وقالت له : سل حاجتك ! فقال : اسأل أن أعطى قمحا بعدد بيوت الشطرنج ، أعطى في البيت الأول حبة وفي الثاني اثنتين ، ثم يضعف ذلك لي في البيت الثالث على الثاني ، ثم على هذا الحساب إلى آخرها .
قالت : وما مقدار هذا ؟ ثم أمرت بالحنطة أن تحضر ، فلم يقم لذلك شئ حتى أنفدت قموح البلد ، ثم قوم القمح بالمال حتى فني المال ، فلما كثير ذلك قال : لا حاجة لي به ! ان قليل الدنيا يكفيني .

92

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست