نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 74
ودخلت مريم إلى بيت زكرياء ، وسألت عن سلامة اليسبع ، فلما سمعت امرأة زكرياء كلام مريم ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلأت من روح القدس ، قالت لمريم : مباركة أنت في النساء ! بحق إنه لما وقع صوت سلامك في مسمعي ، بفرح عظيم ارتكض الجنين في بطني . وولدت اليسبع امرأة زكرياء ابنا ، وختنوه يوم الثامن ، وسموه يوحنا ، ومن ساعته انفتح فوه ، وتكلم وبرك الله تعالى ، وامتلأ زكرياء من روح القدس ، وقال : تبارك الرب إله إسرائيل ، الذي أبلى شعبه ، وأطلقهم بالخلاص ، وأقام لنا قرن الخلاص من آل داود ، كالذي تكلم على ألسنة أنبيائه الطاهرين . ولما كملت لمريم أيامها صعد بها يوسف إلى جبل الجليل ، فولدت ابنها البكر ، فلفته في الخرق ، وأضجعته في الأري من أجل أنه لم يكن لها مكان حيث كانا نازلين . . [1] فأتاهم ملك الرب ، ومجد الله أشرق عليهم ، فخافوه خوفا شديدا ، وقال لهم ملك الرب : لا تخافوا ، ولا تحزنوا ! بحق إني أبشركم بفرح عظيم يعم العالم . ثم نسب المسيح من يوسف إلى آدم ، وإنه لما تمت له ثمانية أيام أتوا به ليختنوه كسنة موسى ، وسموه ايسوع ، وختنوه ، وأتوا به إلى الهيكل ، وأتوا بذبيحة زوج يمام وفرخي حمام ليقرب عنه ، وكان هناك رجل يقال له شمعان من الأنبياء ، فلما دنوا من المذبح ليقربوا عنه احتمله شمعان ، وقال : قد أبصرت عيناي حنانك ، يا رب ، فمن الآن فتوفني . وكان أهله يصعدونه في كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ، وكان يخدم العظماء ، ويعجبون به لما يرون من حكمته . وإن المسيح لما كملت له ثلاثون سنة دخل إلى الهيكل يوم السبت ، وقام ليقرأ كعادته ، وأعطي سفر أشعيا النبي ، ففتح السفر ، فوجد فيه مكتوبا : روح الرب علي من أجل ذلك اصطفاني ، ومسحني لأبشر المساكين ، وأرسلني .