نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 7
فقال لهما آدم : قربا قربانا ! فقرب هابيل من تين زرعه ، وقرب قابيل أفضل كبش في غنمه لله ، فقبل الله قربان هابيل ، ولم يقبل قربان قابيل ، فازداد نفاسة وحسدا ، وزين له الشيطان قتل أخيه ، فشدخه بالحجارة ، حتى قتله ، فسخط الله على قابيل ولعنه ، وأنزله من الجبل المقدس إلى أرض يقال لها نود . ومكث آدم وحواء ينوحان على هابيل دهرا طويلا ، حتى يقال إنه خرج من دموعهما كالنهر . ووقع آدم على حواء ، فحملت ، فولدت غلاما ، بعد أن أتى له مائة وثلاثون سنة ، فسماه شيثا ، فكان أشبه ولد آدم بآدم ، ثم زوج آدم شيثا ، فولد له غلام بعد أن أتت عليه مائة وخمس وستون سنة ، فسماه أنوش ، ثم ولد لأنوش غلام ، فسماه قينان ، ثم ولد لقينان غلام ، فسماه مهلائيل ، فهؤلاء ولدوا في حياة آدم وعلى عهده . ولما حضرت آدم الوفاة جاءه شيث ابنه وولده وولد ولده ، فصلى عليهم ودعا لهم بالبركة ، وجعل وصيته إلى شيث وأمره أن يحفظ جسده ويجعله ، إذا مات ، في مغارة الكنز ، وأن يوصي بنيه وبني بنيه ، ويوصي بعضهم بعضا عند وفاتهم ، إذا كان هبوطهم من جبلهم ، أن يأخذوا جسده حشمة ، فيجعلوه وسط الأرض ، وأمر شيثا ابنه أن يقوم بعده في ولدهم ، فيأمرهم بتقوى الله وحسن عبادته ، وينهاهم أن يخالطوا قابيل اللعين وولده ، ثم صلى على بنيه أولئك وأولادهم ونسائهم ، ثم مات لست خلون من نيسان ، يوم الجمعة ، في الساعة التي خلق فيها ، وكانت حياته تسعمائة سنة وثلاثين سنة اتفاقا .
7
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 7