نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 55
بالكرامة ، ويسبحون على أسرتهم ، ويكبرون الله على حناجرهم ، وسيف ذو شفيرتين بأيديهم ، لينتصروا على الشعوب ويتعظ الأمم فيوثقوا ملوكهم في القيود ، وذوي الكرامة بسلاسل من حديد ، ليفعل بهم القضاء الذي كتب ، والحمد لله لكل الصديقين . سبحوه في مقدسه ، سبحوه في سماء عزته ، سبحوه بحوله وقوته ، سبحوه بعظمته ، سبحوه بصوت العزف ، سبحوه بالقيتار والكبر ، سبحوه بالبرابط والزمر ، سبحوه بالأوتار والكبر الطويل الخليلات ، سبحوه في صلاصل السمع ، سبحوه بالأصوات العلى والنداء ، سبحوا ربنا تسبيحا خالصا ، كل نفس بنفس . ثم يقول داود في آخر الزبور : إني كنت آخر إخوتي وعبد بيت أبي ، وكنت راعي غنم أبي ، ويدي تعمل الكبر ، وأصابعي تقص المزامير ، فمن ذا الذي حدث ربي عني ؟ هو ربي ، وهو الذي سمع مني وأرسل إلي ملائكته ، فأنزعني من غنم إخوتي ، هم أكبر مني وأحسن ، فلم يرضهم ربي ، فبعثني للقاء جنود جالوت ، فلما رأيته يعبد أصنامه أعطاني النصر عليه ، فأخذت سيفه ، فقطعت رأسه . ثم إن بني إسرائيل وقعوا في داود ، فاشتد غضب الله عليهم ، فأمر الله داود أن يحصي عدد بني إسرائيل ، فأحصاهم ، فوجدهم ثماني مائة ألف رجل بطل ، وعدد بني يهوذا خمسمائة ألف رجل ، فبعث الله حيرام النبي إلى داود ، وقال له : قل لداود اختر واحدة من ثلاث : إما أن يكون جوع سبع سنين ، وإما أن تدفع إلى أعدائك فيعزونك ثلاثة أشهر ، ويطرحونك من سلطانك ، وإما أن يكون موت شديد ثلاثة أيام ؟ فضاق داود لذلك ، وقال : ربنا أولى بنا من خلقه ! فسلط الله عليهم الموت ، فمات في ساعة واحدة سبعون ألف رجل ، فقال داود : يا رب ! إني أنا أسأت ، فما ذنب هؤلاء الذين يشبهون البهائم ؟ فأوحى الله إليه : أن ابن لي هيكلا في بيدر اليبوساني ، فصعد داود
55
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 55