نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 252
لهم قد أعطيتني سؤالي ، * أكثرت بعد قلة عيالي فاجعل فداه اليوم جل مالي ثم ضرب بالقداح ثالثة ، فخرجت على الإبل ، فنحرها ، ونادى مناديه : الا فخذوا لحمها ! وانصرف عنها ، ووثب الناس يأخذونها ، فلذلك يقول مرة بن خلف الفهمي : كما قسمت نهبا ديات ابن هاشم * ببطحاء بسل حيث يعتصب البرك وصارت الدية من الإبل على ما سن عبد المطلب . ولما قدم أبرهة ملك الحبشة صاحب الفيل مكة ليهدم الكعبة تهاربت قريش في رؤوس الجبال ، فقال عبد المطلب : لو اجتمعنا ، فدفعنا هذا الجيش عن بيت الله ؟ فقالت قريش : لابد لنا به ! فأقام عبد المطلب في الحرم ، وقال : لا أبرح من حرم الله ، ولا أعوذ بغير الله ، فأخذ أصحاب أبرهة إبلا لعبد المطلب ، وصار عبد المطلب إلى أبرهة ، فلما استأذن عليه قيل له : قد أتاك سيد العرب ، وعظيم قريش ، وشريف الناس ، فلما دخل عليه أعظمه أبرهة ، وجل في قلبه لما رأى من جماله ، وكماله ، ونبله ، فقال لترجمانه : قل له : سل ما بدا لك ! فقال : إبلا لي أخذها أصحابك ، فقال : لقد رأيتك ، فأجللتك ، وأعظمتك ، وقد تراني حيث نهدم مكرمتك وشرفك ، فلم تسألني الانصراف ، وتكلمني في إبلك ؟ فقال عبد المطلب : أنا رب هذه الإبل ، ولهذا البيت الذي زعمت أنك تريد هدمه رب يمنعك منه . فرد الإبل ، وداخله ذعر لكلام عبد المطلب ، فلما انصرف جمع ولده ومن معه ، ثم جاء إلى باب الكعبة ، فتعلق به وقال : لهم ! إن تعف فإنهم عيالك . . . [1] إلا فشئ ما بدا لك .