نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 240
فلا تلحوا قصيا في شراه ، * ولوموا شيخكم إذ كان باعه فولي قصي البيت وأمر مكة والحكم ، وجمع قبائل قريش ، فأمر لهم بأبطح مكة ، وكان بعضهم في الشعاب ورؤوس الجبال ، فقسم منازلهم بينهم ، فسمي مجمعا ، وفيهم يقول الشاعر : أبوكم قصي كان يدعى مجمعا ، * به جمع الله القبائل من فهر وملكه قومه عليهم ، فكان قصي أول من أصاب الملك من ولد كعب ابن لؤي ، فلما قسم أبطح مكة أرباعا بين قريش ، هابوا أن يقطعوا شجر الحرم ليبنوا منازلهم ، فقطعها قصي بيده ، ثم استمروا على ذلك . وكان قصي أول من أعز قريشا ، وظهر به فخرها ، ومجدها ، وسناها ، وتقرشها ، فجمعها ، وأسكنها مكة ، وكانت قبل متفرقة الدار ، قليلة العز ، ذليلة البقاع ، حتى جمع الله ألفتها ، وأكرم دارها ، وأعز مثواها . وكانت قريش كلها بالأبطح خلا بني محارب والحارث ابني فهر ، ومن بني تيم بن غالب ، وهو الأدرم ، وبني عامر بن لؤي ، فإنهم نزلوا الظواهر ، ولما حاز قصي شرف مكة كلها ، وقسمها بين قريش ، واستقامت له الأمور ، ونفى خزاعة ، هدم البيت ، ثم بناه بنيانا لم يبنه أحد ، وكان طول جدرانه تسع أذرع ، فجعله ثماني عشرة ذراعا ، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل ، وبنى دار الندوة . وكان لا ينكح رجل من قريش ، ولا يتشاورون في أمر ، ولا يعقدون لواء بالحرب ، ولا يعذرون غلاما ، إلا في دار الندوة ، وكانت قريش في حياته ، وبعد وفاته ، يرون أمره كالدين المتبع ، وكان أول من حفر بمكة بعد إسماعيل بن إبراهيم ، فحفر العجول في أيام حياته ، وبعد وفاته ، ويقال انها في دار أم هانئ بنت أبي طالب . وكان قصي أول من سمى الدابة الفرس ، وكانت له دابة يقال لها
240
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 240