نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 222
فتزوج إسماعيل الحنفاء بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، فولدت له اثني عشر ذكرا ، وهم : قيدار ، ونابت ، وادبيل ، ومبشام ، ومسمع ، ودوما ، ومسا ، وحداد ، وتيما ، ويطور ، ونافس ، وقيدما ، وهذه الأسماء تختلف في الهجاء واللغة لأنها مترجمة من العبرانية ، فلما كملت لإسماعيل مائة وثلاثون سنة توفي ، فدفن في الحجر ، فلما توفي إسماعيل ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل ، ويقال وليه قيدار ، وبعد قيدار نابت بن إسماعيل . وافترق ولد إسماعيل يطلبون السعة في البلاد ، وحبس قوم أنفسهم على الحرم ، فقالوا : لا نبرح من حرم الله . ولما توفي نابت ، وقد تفرق ولد إسماعيل ، ولي البيت المضاض بن عمرو الجرهمي ، جد ولد إسماعيل ، وذلك أن من بقي في الحرم من ولد إسماعيل كانوا صغارا ، فلما ولي المضاض نازعه السميدع بن هوبر ، ثم ظهر عليه المضاض ، فمضى السميدع إلى الشأم ، وهو أحد ملوك العمالقة ، واستقام الامر لمضاض حتى توفي . ثم ملك بعده الحارث بن مضاض ، ثم ملك عمرو بن الحارث بن مضاض ، ثم ملك المعتسم بن الظليم ، ثم ملك الحواس بن جحش بن مضاض ، ثم ملك عداد بن صداد بن جندل بن مضاض ، ثم ملك ؟ فنحص [1] بن عداد بن صداد ، ثم ملك الحارث بن مضاض بن عمرو ، وكان آخر من ملك من جرهم . وطغت جرهم ، وبغت ، وظلمت ، وفسقت في الحرم ، فسلط الله عليهم الذر ، فأهلكوا به عن آخرهم ، وكان ولد إسماعيل منتشرين في البلاد يقهرون من ناوأهم ، غير أنهم كانوا يسلمون الملك لجرهم للخؤولة ، وكانت جرهم تطيعهم في أيامهم ، ولم يكن أحد يقوم بأمر الكعبة في أيام جرهم غير ولد إسماعيل تعظيما منهم لهم ، ومعرفة بقدرهم ، فقام بأمر الكعبة بعد نابت أمين ، ثم يشجب بن أمين ، ثم الهميسع ، ثم أدد ، فعظم شأنه في قومه ، وجل قدره ، وأنكر على جرهم أفعالها ، وهلكت جرهم في عصره ، ثم عدنان بن أدد ، .