responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 188


التي تحييهم ، وتميتهم ، وترزقهم ، وتسقيهم .
وكان من قولهم : ان الأرواح قديمة كانت في الفردوس الأعلى ، وانه في كل ستة وثلاثين ألف سنة يفنى جميع ما في العالم إما من تراب ، يريدون الأرض وزلزلتها وخسوفها ، أو من نار وإحراق ، وسموم مهلك ، وإما من ريح هواء ردي فاسد ، غليظ عام ، يسد الأنفاس لغلظه ، فيهلك الحيوان ، ويتلف الحرث والنسل ، ثم يحيي الطبيعة من كل جنس من أجناس الحرث والنسل ، ويرجع العالم بعد فساده .
وكانت عندهم من هذه الأرواح آلهة تنزل ، فتصير في الأصنام ، فتتكلم الأصنام لذلك ، وإنما كانوا يخدعون عوامهم بذلك ، ويسترون العلة التي بها كانت تتكلم أصنامهم ، وهي بصنعة كان كهانهم يصنعونها ، وعقاقير يستعملونها ، وحيل يحتالونها ، حتى تصفر ، وتصيح بصنعة يحكون بها من خلقة الصنم كخلقة الطير ، أو البهيمة ، فيكون صوت ذلك الصنم مثل صوت جنسه من الحيوان ، ثم يترجم كهانهم ذلك الصوت من الصنم على ما يريدون القضاء به ، مما قد اتفقوا به من حساب النجوم ، وعلم الفراسة .
ويخبرون أن الأرواح ، إذا خرجت ، صارت إلى هذه الآلهة ، التي هي الكواكب ، فتغسلها ، وتطهرها ان كانت لها ذنوب ، ثم تصعد إلى الفردوس حيث كانت .
ويقولون ان أنبياءهم كانت تكلمهم الكواكب وتعلمهم أن الأرواح تنزل إلى الأصنام ، فتسكن فيها ، وتخبر بالحادث قبل أن يحدث .
وكانت لهم فطنة عجيبة دقيقة يوهمون بها العوام انهم يكلمون الكواكب ، وانها تنبئهم بما يحدث ، ولم يكن ذلك إلا لجودة علمهم بالاسرار التي للطوالع ، وصحة الفراسة ، فلم يكونوا يخطئون إلا القليل ، وادعوا علم ذلك عن الكواكب ، وانها تنبئهم بما يحدث ، وهذا باطل غير معقول ، ثم ملكهم اليونانيون ، فدخلوا في ملتهم ، ثم ملكهم الروم ، فتنصروا .

188

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست