نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 164
ابن فيروز ، وكان صغير السن ، فترك لسوخرا تدبير المملكة ، فلما بلغ وصار في حد الرجال لم يرض بتدبير سوخرا ، فقتله ، وقدم مهران ، ثم إن الفرس أزالت قباذ عن ملكه ، وحبسته ، وملكت أخاه جامسب بن فيروز ، فأقام قباذ في الحبس ، وأخوه الملك . ثم إن أختا لقباذ دخلت الحبس ، فتعرض لها صاحب الحبس ، وأطمعته في نفسها ، وقالت إنها طامث ، ثم دخلت ، فأقامت عند قباذ يوما ، ثم لفته في بساط ، وأخرجته على عنق غلام جلد ، فهرب قباذ يريد ملك الهياطلة ، فلما صار بأبرشهر نزل برجل ، فأقام عنده ، ثم سأله أن يطلب له امرأة ، فأتاه بجارية ، فوقع عليها ، وأعجبه حسنها وجمالها ، ثم مضى إلى ملك الهياطلة ، فأقام عنده سنة ، ثم بعث معه جيشا ، فلما رجع بأبرشهر قال للرجل الذي نزل عنده : ما فعلت تلك الجارية ؟ فأتي بها ، وقد ولدت صبيا كأحسن ما يكون من الصبيان ، فسماه كسرى أنوشروان . وزحف قباذ إلى بلاده ، فغلب على الملك ، وقوي أمره ، واشتدت شوكته ، وغزا بلاد الروم ، وكور الكور والطساسيج ، وعقد لابنه أنوشروان الملك ، ودعاه ، فأوصاه بأحسن الوصية وعرفه كل ما يحتاج إليه . وكان ملك قباذ ثلاثا وأربعين سنة . ثم ملك أنوشروان بن قباذ ، فكتب إلى أهل مملكته يذكر لهم وفاة قباذ ، ويعدهم من نفسه خيرا ، ويأمرهم بما لهم فيه الحظ ، ويوعز إليهم في الطاعة والمناصحة ، وعفا عن قوم كانوا يتحملون عليه ، وقتل مزدق الذي كان أمر الناس بأن يتساووا في الأموال والحرم ، وقتل زراذشت بن خركان لما ابتدع في المجوسية ، وقتل أصحابهما ، وقدم أهل المملكة والشرف ، وغزا بلدانا عدة مما لم يكن في مملكة الفرس ، فضمها إلى ملكه . وجرى بينه وبين يخطيانوس ملك الروم . . . [1] ، فغزا أنوشروان بلاد .