نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 160
والرائحة ، والمجسة ، والصوت ، وانهما سميعان بصيران عالمان ، وانه ما كان من خير ومنفعة ، فهو من قبل النور ، وما كان من ضرر وبلاء ، فهو من قبل الظلمة ، وانهما كانا غير ممتزجين ، ثم امتزجا ، والدليل على ذلك أنه لم تكن صورة ثم حدثت ، وان الظلمة هي بدأت للنور بالممازجة ، وانهما كانا متماسين على مثال الظل والشمس ، والدليل على ذلك استحالة كون شئ لامن شئ ، الدليل على أن الظلمة بدأت للنور بالممازجة ، انه لما كانت مخالطة الظلام للنور مفسدة له كان محالا أن يكون النور بدأها لان النور من شأنه الخير . والدليل على أنهما اثنان قديمان خير وشر انه لما وجدت المادة الواحدة لا يكون منها فعلان مختلفان مثل النار الحارة المحرقة لا يكون منها التبريد ، والذي يكون منه التبريد لا يكون منه التسخين ، فذلك الذي يكون منه الخير لا يكون منه الشر ، والذي يكون منه الشر لا يكون منه الخير . والدليل على أنهما حيان فاعلان ان الخير تثبت له فعلا ، والشر تثبت له فعلا . فأجابه سابور إلى هذه المقالة ، وأخذ بها أهل مملكته ، فعظم ذلك عليهم ، فاجتمع حكماء أهل مملكته ليصدوه عن ذلك ، فلم يفعل . ووضع ماني كتبا يثبت بها الاثنين ، ومما وضع كتابه الذي يسميه كنز الاحياء يصف ما في النفس من الخلاص النوري والفساد الظلمي ، وينسب الافعال الردية إلى الظلمة . وكتاب يسميه الشابرقان يصف فيه النفس الخالصة والمختلطة بالشياطين ، والعلل ، ويجعل الفلك مسطوحا ، ويقول : ان العلم على جبل مائل يدور عليه الفلك العلوي . وكتاب يسميه كتاب الهدى والتدبير ، واثنا عشر إنجيلا يسمي كل إنجيل منها بحرف من الحروف ، ويذكر الصلاة وما ينبغي أن يستعمل لخلاص الروح .
160
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 160