responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 148


الله ، فعسر ، وان ينطق به ، فلا يمكن ، وان الله علة العلل ، والمكون للعالم جملة واحدة .
وطائفة منهم أصحاب زينون ، وهم السوفسطائية ، وتفسير هذا الاسم باليونانية المغالطة ، وبالعربية التناقضية ، يقولون : لاعلم ولا معلوم ، واحتجوا باختلاف الناس وانتصاف بعضهم من بعض ، وقالوا : نظرنا في قول الناس المختلفين ، فوجدناها مختلفة غير متفقة ، وأصبناهم في اختلافهم مجتمعين على أن الحق مؤتلف غير مختلف ، وان الباطل مختلف غير مؤتلف ، وكان في اجتماعهم شاهد لهم أنهم لم يعملوا بالصواب ، فلما أقروا بهذا لم يبق للحق موضع يطمع في إصابته إلا في الخاصة منهم ، فعلمنا أن ذلك لا يوجد إلا بأحد وجهين : إما بالتسليم للمدعي ، وإما بالكشف لدعواه ، فنظرنا في الدعوى فأصبنا بما يعمهم ، فلم نجز تصديقهم لخلتين : إحداهما أن يكذب بعضهم بعضا ، والأخرى إجماعهم على أنهم لم يعلموا بالصواب . فلم يبق إلا كشف الدعوى ، ففعلنا ، فأصبناهم أهل تكافؤ وتجار بدور الغلبة عليهم جميعا بالاستواء بينهم ، تقوى هذه مرة ، ومخالفتها أخرى ، فلم نصب عند طائفة منهم فضلا ، ولا تشارك فيه ، ولا حجة ، ولا تساوي بها ، ولا تجاري فيها ، فلما أعوز وجود الحق في عامتها وخاصتها بالدعوى بالمناظرة لم يبق للعلم موضع يوجد فيه ، ولا للحق مذهب يصاب منه ، فقضينا انه لاعلم ، ولا معرفة ، لان الشئ إذا كان ثابتا لا محالة ، فلا بد من الإحاطة في الاتفاق ، أو في الاختلاف ، فلا يذكر ذاكر ، وهو غائب ، فقال : فلان غائب ، فأصابه ، فلو قال هو أو غيره : فلان حاضر ، وليس بحاضر ، فخرج من الصدق ، ثم خالفه مخالف ، فقال : بل هو غائب ، فكان أحدهما صادقا لا محالة ، لأنه لا يعدو إذا كان الشئ ثابتا حقا أن يكون حاضرا أو غائبا ، فإذا لم يكن شيئا ، فكلاهما كاذب فيما قال من أنه حاضر أو غائب ، لان الحاضر شئ ، والغائب شئ ، فإن لم يكن شيئا ، فليس بحاضر ولا غائب .

148

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست