نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 130
والثانية الموجبة للمجادلة ، فإنها ، وإن كانت صحيحة في نفسها ، مجهولة عند العامة ، وهي تحتاج إلى وساطة يعرف بها صحتها ، بمنزلة قولنا : كل إنسان جوهر . فأما كتابه الخامس المسمى طوبيقا فغرضه فيه الإبانة عن الأسماء الخمسة التي هي : الجنس ، والنوع ، والفصل ، والخاصة ، والعرض ، عن الحد ، فتعرف ماهية الجنس ، وماهية النوع ، لئلا يذهب عن أحدها الجنس والنوع ، فإنما يعرف هذا بالفصل الذي يفصل بين النوع والجنس ، وما خاصية كل واحد منهما ، أو ما الاعراض من الجواهر . وأما كتابه السادس ، وهو المسمى سوفسطيقا ، فغرضه فيه القول على المغالطة ، ويقول كم نوعا تكون المغالطة ، ويخبر كيف الاحتراس من قبول تلك الأغاليط ، وهو الذي رد فيه على السوفسطائية . وأما كتابه السابع ، وهو المسمى ريطوريقا ، ومعناه البلاغة ، فغرضه فيه القول في الأنواع الثلاثة : في الحكومة ، وفي المشورة ، وفي الحمد ، وفي الذم ، والجامع لها التقريظ . وأما كتابه الثامن ، وهو المسمى فوايطيقا ، فغرضه فيه القول على صناعة الشعر ، وما يجوز فيه الشعر ، وما يستعمل من الأوزان ، وكل نوع . . . [1] ، فهذه أغراضه في كتبه المنطقيات الأربعة المقدمة ، والأربعة الثانية . فأما كتبه الطبيعية فالأول كتاب سمع الكيان ، وهو الخبر الطبيعي بين فيه عن الأشياء الطبيعية ، وهي خمسة ، المشتملة على الطبائع كلها التي لا وجود لشئ من الطبائع دونها ، وهي : العنصر ، والصورة ، والمكان ، والحركة ، والزمان ، فإنه لا وجود لزمان إلا بحركة ، ولا وجود لحركة إلا بمكان ، ولا وجود لمكان إلا بصورة ، ولا وجود لصورة إلا بعنصر ، وهذه الخمسة .