نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 33
موسى بن عمران وولد موسى بن عمران بن قهث بن لاوي بن يعقوب بمصر في زمان فرعون الجبار ، وهو الوليد بن معصب ، ويقال : كان اسمه ظلمي ، وبنو إسرائيل يومئذ بمصر قد أقاموا من زمان يوسف في الرق والعبودية . وكان سحرة فرعون وكهنته قد قالوا له : يولد في هذا الوقت مولود من بني إسرائيل يفسد عليك ملكك ، ويكون بن هلاكك . وكان فرعون قد ملك مصر دهرا طويلا ممتعا بالسلامة ، حتى قال : أنا ربكم الأعلى ، فأمر فرعون ، فوضع على كل امرأة حامل من بني إسرائيل حرسا ، فكانت لا تلد منهن امرأة غلاما إلا قتل ولدها ، فلما جاء أم موسى المخاض قالت لها القابلة : إني أكتم عليك ! فلما ولدت قالت للحرس : إنما خرج منها دم . وأوحى الله إلى أم موسى أن اعملي تابوتا ، ثم ضعيه فيه ، وأخرجيه ليلا ، فاطرحيه في نيل مصر ! ففعلت ذلك ، وضربته الريح ، فطرحته إلى الساحل ، فرأته امرأة فرعون ، فدنت منه حتى أخذته ، فلما فتحت التابوت ورأت موسى وقع عليه منها محبة ، فقالت لفرعون : نتخذه ولدا ، وطلبت له من ترضعه ، فلم يأخذ من المرضعات ، حتى جاءت أمه ، فأخذ منها ، وشب أحسن شباب ، وبلغ في أسرع وقت ما لا يبلغ الصبيان . وكان يوسف قد قال لبني إسرائيل : إنكم لن تزالوا في العذاب حتى يأتي غلام جعد ، من ولد لاوي بن يعقوب ، يقال له موسى بن عمران . فلما طال الامر على بني إسرائيل ضجوا وأتوا شيخا منهم ، فقال لهم : كأنكم به ! فبينا هم في ذلك إذ وقف عليهم موسى ، فلما رآه الشيخ عرفه بالصفة ، فقال له : ما اسمك فقال : موسى . قال : ابن من ؟ قال : ابن عمران . فقام هو والقوم
33
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 33