نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 24
إبراهيم ونشأ إبراهيم في زمان نمرود الجبار ، فلما خرج من المغارة التي كان فيها قلب طرفه في السماء ، فنظر إلى الزهرة ، فرأى كوكبا مضيئا ، فقال : هذا ربي ، فإن له علوا وارتفاعا ، ثم غاب الكوكب ، فقال : إن ربي لا يغيب ، ثم رأى القمر لما طلع ، فقال : هذا ربي ، فلم يلبث أن غاب القمر ، فقال : لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ، فلما جاء النهار طلعت الشمس ، فقال : هذا ربي ، هذا أنور وأضوأ ، فلما غابت الشمس قال : غابت ، وربي لا يغيب ، كما قص الله خبره وأمره ، فلما كملت سنه جعل يعجب إذ رأى قومه يعبدون الأصنام ، ويقول : أتعبدون ما تنحتون ؟ فيقولون : أبوك علمنا هذا . فيقول : إن أبي لمن الضالين ! فظهر قوله في قومه ، وتحدث الناس به ، وأرسله الله نبيا ، وبعث إليه جبريل ، فعلمه دينه ، فجعل يقول لقومه : إني برئ مما تشركون . وبلغ خبره نمرود ، فأرسل إليه فيها ، ثم جعل إبراهيم يكسر أصنامهم ، فيقول : ادفعي عن نفسك ، فألهب نمرود نارا ووضعه في منجنيق ورمى به فيها ، فأوحى الله إليها : أن كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، فجلس وسط النار ما تضره ، فقال نمرود : من اتخذ إلها ، فليتخذه مثل إله إبراهيم ، فأمن معه لوط ، وكان لوط ابن أخيه خاران بن تارخ . وأمر الله ، عز وجل ، إبراهيم أن يخرج من بلاد نمرود إلى الشأم الأرض المقدسة ، فخرج إبراهيم وامرأته سارة بنت خاران بن ناحور عمه ، ولوط ابن خاران ، مهاجرين حيث أمرهم الله ، فنزلوا أرض فلسطين ، وكثر ماله ومال لوط ، فقال إبراهيم للوط : إن الله قد كثر لنا مالنا وماشيتنا ، فانتقل منا
24
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 24