responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 25


حتى تنزل مديني سدوم وعمورة ، بالقرب من الموضع الذي كان فيه إبراهيم .
فلما صار لوط إلى مدينة سدوم وعمورة ونزلها أتاه ملك تلك الناحية ، فقاتله ، وأخذ ماله ، فمضى إبراهيم حتى استنقذ ماله .
ووسع الله ، عز وجل ، على إبراهيم في كثرة المال ، فقال : رب ما أصنع بالمال ، ولا ولد لي ؟ فأوحى الله ، عز وجل ، إليه : اني مكثر ولدك ، حتى يكونوا عدد النجوم .
وكان لسارة جارية يقال لها هاجر ، فوهبتها لإبراهيم ، فوقع عليها ، فحملت ، وولدت إسماعيل ، وإبراهيم يومئذ ابن ست وثمانين سنة ، وقال الله :
إني مكثر ولدك وجاعل فيهم الملك الباقي مدى الدهر ، حتى لا يدري أحد ما عددهم .
فلما ولدت هاجر غارت سارة ، وقالت : أخرجها عني وولدها !
فأخرجها ، ومعها إسماعيل ، حتى صار بهما إلى مكة ، فأنزلهما عند البيت الحرام ، وفارقهما ، فقالت له هاجر : على من تدعنا ؟ قال : على رب هذه البنية !
فقال : اللهم إني أسكنت ابني بواد غير ذي زرع ، عند بيتك المحرم .
ونفد الماء الذي كان مع هاجر ، فاشتد بإسماعيل العطش ، فخرجت هاجر تطلب الماء ، ثم صعدت إلى الصفا ، فرأت بقربه طائرا واقفا ، فرجعت ، فإذا بالطائر قد فحص برجله الأرض ، فخرج الماء ، فجمعته لئلا يذهب ، فهي بئر زمزم .
وعمل قوم لوط المعاصي ، وكانوا يأتون الذكران من العالمين ، وذلك أن إبليس ، لعنه الله تعالى ، تراءى لهم في صورة غلام أمرد ، ثم أمرهم أن ينكحوه ، فاشتهوا ذلك حتى تركوا نكاح النساء ، وأقبلوا على نكاح الذكران ، فنهاهم لوط ، فلم ينتهوا ، وجاروا في الاحكام حتى ضرب بهم في الجور المثل ، وقالوا :
أجور من حكم سدوم ! وكان الرجل منهم ، إذا نال أحدا بمكروه ، فضربه ، أو سحه ، قال له : أعطني أجرا على فعلي بك . وكان لهم حاكمان يقال لهما

25

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست