نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 53
وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه ليصلي فيه ، ففعل ، فأتاهم فصلى فيه ، فحسدهم إخوتهم بنو فلان بن عوف - يشك - فقالوا : ألا نبني نحن مسجدا وندعو النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه كما صلى في مسجد إخوتنا ، ولعل أبا عامر [1] يصلي فيه - وكان بالشام - فابتنوا مسجدا وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي فقام ليأتيهم ، وأنزل القرآن : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا
[1] هو أبو عامر الراهب ، كان بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد تنصر في الجاهلية ، وقرأ علم أهل الكتاب ، وكان فيه عبادة في الجاهلية وعلم أهل الكتاب ، وله شرف في الخزرج كبير ، فلما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة ، واجتمع المسلمون عليه ، وصارت للاسلام كلمة عالية ، وأظهرهم الله يوم بدر شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز للعداوة وظاهر بها ، وخرج فارا إلى كفار مكة من مشركي قريش فألبهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدموا عام أحد ، وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين فوقع في إحداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيب ذلك اليوم ، فجرح وجهه وكسرت رباعيته وشج رأسه ، ولما فرغ الناس من أحد ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده ، وكتب إلى جماعة من أهله من الأنصار من أهل النفاق والرياء يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به الرسول ويغلبه ويرده ، وأمرهم أن يتخذوا له معقلا يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده ، ويكون مرصدا له ، فشرعوا في بناء مسجد مجاورا لمسجد قباء ، فبنوه وأحكموه ، وسألوا الرسول أن يأتي إليهم ويصلي فيه ليحتجوا بصلاته على تقريره وإثباته ، وذكروا إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية . . . القصة . ( معالم التنزيل للبغوي 4 : 239 ) . وفي تفسير الطبري 11 : 17 عن عروة عن عائشة قالت : " وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " أبو عامر الراهب ، انطلق إلى الشام فقال الذين بنوا مسجد الضرار إنما بنيناه ليصلي فيه أبو عامر .
53
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 53