نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 366
قال : قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا : أحدهما غفاري والآخر جهني ، فظهر الغفاري على الجهني ، وكان بين جهينة والأنصار حلف ، فقال رجل من المنافقين ، وهو عبد الله بن أبي : يا بني الأوس يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم . ثم قال : والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فسعى بها بعضهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر رضي الله عنه : يا نبي الله ، مر معاذا يضرب عنق هذا المنافق ، فقال : " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " . * حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ، حدثنا عقبة بن أبي الصهباء قال ، سمعت محمد بن سيرين يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، معتكرا [1] ، وكان بين رجل من الأنصار وبين رجل من قريش كلام حتى اشتد بينهما ، واجتمع إلى كل واحد منهما ناس من أصحابه ، فبلغ عبد الله بن أبي فنادى : غلبني على قومي من لا قوم له ، أم والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فبلغ ذلك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فأخذ سيفه ثم خرج يسعى ، ثم ذكر هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " [2] ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما لك يا عمر : كأنك مغضب ؟ " فقال : لا ، إلا أن هذا المنافق ينادي : غلبني على قومي من لا قوم له ، لئن رجعنا إلى المدينة