نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 353
" ولكن المنافقين لا يعلمون " [1] فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء [2] من طريق عمق سرح الناس ظهرهم ، وأخذتهم ريح شديدة حتى أشفق ، وقال الناس : يا رسول الله ما شأن هذه الريح ؟ فزعموا أنه قال " مات اليوم منافق عظيم النفاق [3] ولذلك عصفت ، وليس عليكم منها بأس إن شاء الله " وكان موته غائظا للمنافقين - قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : فرجعنا إلى المدينة فوجدنا منافقا عظيم النفاق مات يومئذ - وسكنت الريح آخر النهار ، فجمع الناس ظهرهم ، وفقدت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين الإبل ، فسعى لها الرجال يلتمسونها ، فقال رجل من المنافقين كان في رفقة من الأنصار : أين يسعى هؤلاء الرجال ؟ قال أصحابه : يلتمسون راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المنافق : ألا يحدثه الله بمكان راحلته ؟ فأنكر عليه أصحابه ما قال ، وقالوا : قاتلك الله ، نافقت ، فلم خرجت وهذا في نفسك ؟ لا صحبتنا ساعة . فمكث المنافق معهم شيئا ، ثم قام وتركهم ، فعمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الحديث ، فوجد الله قد
[1] سورة المنافقون الآيتان 7 ، 8 . [2] وفي معالم التنزيل 6 : 369 " ثم راح بالناس حتى نزل على ماء بالحجاز فويق البقيع - قالوا له بقعاء - فهاجت ريح شديدة . . " . [3] المنافق الذي هاجت الريح بسببه هو : رفاعة بن زيد بن التابوت ، مات ذلك اليوم ، وكان من عظماء يهود بني قينقاع وكهفا للمنافقين ، وكان ممن أسلم ظاهرا ، وقد أشار إلى ذلك الامام السبكي في تائيته بقوله : وقد عصفت ريح فأخبرت أنها * لموت عظيم في اليهود بطيبة ( معالم التنزيل للبغوي 8 : 370 ، وتفسير ابن كثير 4 : 158 ، والسيرة الحلبية 2 : 79 ) .
353
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 353