نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 331
فقال " لا عليك " قالت : فانتقلت إلى أمي ، ولا أعلم بشئ مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ، وكنا قوما لا نتخذ الكنف [1] في بيوتنا التي يتخذها الأعاجم ، نعافها ونكرهها . إنا كنا نذهب في فسح المدينة ، وإنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن ، فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبي رهم ابن عبد المطلب بن عبد مناف ، وكانت أمها بنت صخر [2] بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم ، خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قالت : فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها [3] فقالت : تعس مسطح . قالت فقلت : بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا . قالت : أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟ قالت ( قلت ) ( 5 ) وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك ، قلت : أو قد كان هذا ؟ قالت : نعم ، والله لقد كان . قالت : فوالله ما قدرت ( على ) ( 4 ) أن أقضي حاجة ، ورجعت ، فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي ، وقلت لأمي : يغفر الله لك ، تحدث الناس بما تحدثوا له ولا تذكرين لي شيئا من ذلك ، قالت : أي بنية خفضي عليك ( الشأن ) ( 4 ) فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن وأكثر الناس عليها ( 4 ) . قالت : وقد
[1] جمع كنيف : وهو السترة أو الساتر ، ويطلق على المرحاض فإنه يستر قاضي الحاجة ( أقرب الموارد ) . [2] في الأصل " أم صخر بنت صخر بن عامر " والمثبت عن أسد الغابة 5 : 618 ، وابن هشام 2 : 299 ، وهي سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة . [3] المرط : الكساء ( السيرة لابن هشام 2 : 299 ) . ( 4 ) الإضافات عن السيرة النبوية لابن هشام 2 : 299 ، 300 . في السيرة النبوية لابن هشام 2 : 300 " إلا كثرن وكثر الناس " .
331
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 331