نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 330
إلي ، فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي - وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس - فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي - وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب - فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأنا متلففة في ثيابي - فقال : ما خلفك يرحمك الله ؟ قالت : فما كلمته ، قالت : ثم قرب البعير فقال : اركبي ، واستأخر عني ، فركبت ، فأخذ برأس البعير وانطلق سريعا يطلب الناس ، فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت [2] حتى أصبحت ، ونزل الناس ، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل الإفك ما قالوا ، فارتجف [3] العسكر ، ووالله ما أعلم بشئ من ذلك ، ثم قدمنا المدينة فلم أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شئ ، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي ، ولا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي ، فلم يفعل ذلك ( بي ) [4] في شكواي تلك ، فقد أنكرت ذلك منه ، كان إذا دخل وعندي أمي تمرضني قال " كيف تيكم ؟ " لا يزيد على ذلك ، حتى وجدت في نفسي ، فقلت يا رسول الله - حين رأيت ما رأيت من جفائه لي - لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني ؟
[1] الظعينة : تطلق الظعينة على الزوجة ، تقول " هي ظعينة فلان أي امرأته ، لان الرجل يظعن بها أي يرتحل . [2] في الأصل " وفقدت " والمثبت عن السيرة لابن هشام 2 : 298 . [3] كذا في الأصل وفي ابن هشام 2 : 298 ، فارتج العسكر ، أي تحرك واضطرب ، [4] الإضافة عن ابن هشام 2 : 298 .
330
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 330