نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 315
رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي " قالت فقام سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله ، أنا والله أعذرك منه ، إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا ( من ) [1] الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك ، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن احتملته الحمية على أن قال : كذبت لعمر الله ، ما تقتله ولا تقدر على قتله ، فقال أسيد بن حضير : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، فإنك منافق تماري [2] عن المنافقين ، قال فتثاور [3] الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ( أن يقتتلوا ) ( 1 ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر - قال : فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت ، قالت : وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلة ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي ، فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي ، قالت : بينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس - ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها ، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني - قالت : فتشهد ثم قال : " أما بعد يا عائشة ، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسوف يبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته
[1] الإضافة عن التاج 4 : 190 . [2] يماري : أي يجادل ، كما في رواية التاج 4 : 190 ، تفسير ابن كثير 6 : 71 . [3] في الأصل : " فثار الحيان " والمثبت عن المراجع السابقة .
315
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 315