نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 424
فيها مائة كرّ دقيقاً وألف كرّ شعيراً ، وكان قد فني ما معه من الميرة والعلوفة فقووا بما أخذوه ، ووصل يوسف إلى الكوفة بعد وصول القرمطي بيوم واحد فحال بينه وبينها وكان وصوله يوم الجمعة ثامن شوال ، فلمّا وصل إليهم أرسل إليهم يدعوهم إلى طاعة المقتدر فإن أبوا فموعدهم الحرب يوم الأحد . فقالوا : لا طاعة علينا إلاّ لله تعالى والموعد بيننا للحرب بكرة غد . فلمّا كان الغد ابتدأ أوباش العسكر بالشتم ورمي الحجارة . رأى يوسف قلة القرامطة فاحتقرهم وقال : إن هؤلاء الكلاب بعد ساعة في يدي . وتقدم بأن يكتب كتاب الفتح والبشارة بالظفر قبل اللقاء تهاوناً بهم وزحف الناس بعضهم إلى بعض ، فسمع أبو طاهر أصوات البوقات والزعقات ، فقال لصاحب له : ما هذا ؟ فقال : فشل . قال : أجل ، لم يزد على هذا . فاقتتلوا من ضحوة النهار يوم السبت إلى غروب الشمس وصبر الفريقان ، فلمّا رأى أبو طاهر ذلك باشر الحرب بنفسه ومعه جماعة يثق بهم وحمل بهم فطحن أصحاب يوسف ودقهم فانهزموا بين يديه وأسر يوسف وعدداً كثيراً من أصحابه ، وكان أسره وقت المغرب وحملوه إلى عسكرهم ، ووكّل به أبو طاهر طبيباً يعالج جراحه ، وورد الخبر إلى بغداد بذلك ، فخاف الخاص والعام من القرامطة خوفاً شديداً وعزموا على الهرب إلى حلوان وهمذان ، ودخل المنهزمون بغداد أكثرهم رجّالة حفاة عراة ، فبرز مؤنس المظفر ليسير إلى الكوفة فأتاهم الخبر بأن القرامطة قد ساروا إلى عين التمر ، فأنفذ من بغداد خمسمائة سميرية فيها المقاتلة لتمنعهم من عبور الفرات ، وسيّر جماعة من الجيش إلى الأنبار لحفظها ومنع القرامطة من العبور هنالك . ثم إن القرامطة عادوا من هيت إلى الكوفة ، فبلغ الخبر إلى بغداد فأخرج هارون ابن غريب وبني بن نفيس ونصر الحاجب إليها ، ووصلت خيل القرمطي إلى قصر ابن هبيرة فقتلوا منه جماعة ، ثم انصرفوا إلى البرية . وفي سنة 374 ورد إسحق وجعفر البحريان وهما من الستة القرامطة الذين
424
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 424