نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 42
غير تيامن وتياسر ، وكان في وسط الحائط المذكور محراب كبير متروك العبادة عنده غير مشهور بمحراب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولا بمحراب أحد من الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) ، ولمّا صار المسجد خراباً وتهدمت الأسطوانات الكائنة فيه واختفى فرشه الأصلي بالأحجار والتراب ، أراد الوزير الكبير ميرزا تقي الدين محمد ( رحمه الله ) تنظيف المسجد من الكثافات الواقعة فيه وعمارة الجانب القبلي من المسجد ورفع التراب والأحجار المرمية في صحنه إلى الفرش الأصلي ، ونظّف وسوّى دكتين في الجهتين الشرقية والغربية . فظهر أن المحراب والباب المشهورين بمحرابه وبابه ( عليه السلام ) ( ما ) كانا متصلين بالفرش الأصلي ، بل كانا مرتفعين عنه قريباً من ذراعين ، والمحراب المتروك الذي كان في وسط الحائط القبلي كان متصلا وواصلا إليه . وظهر أيضاً باب كبير قريب منه واصل إليه ، وكانت عند الحائط القبلي من أوله إلى آخره أسطوانات وصفات ، وبنى الوزير الأمجد عمارته عليها . وعند ذلك المحراب كانت صفة كبيرة قدر صفتين من أطرافها لم يكن بينها أثر أسطوانات ، ولمّا صار هذا المحراب الكبير عتيقاً كثيفاً أمر الوزير بقلع وجهه ليبيضوه ، فقلعوا فإذا تحت الكثافة المقلوعة أنه بيّضوه ثلاث مرات وحمّروه كذلك ، وفي كل مرتبة بياض وحمرة أمالوه إلى اليسار ، فتحيّر الأمير في ذلك فأحضرني وأرانيه وكان معه جمع كثير من العلماء والعقلاء الأخيار وكانوا متحيرين متفكرين في الوجه . فخطر ببالي : أن ذلك المحراب كان محراب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكان يصلي إليه لوصوله إلى الفرش الأصلي ، ولوقوعه في صفة كبيرة يجتمع فيها العلماء والأخيار خلف الإمام ( عليه السلام ) ولذلك كان الباب بابه ( عليه السلام ) الذي يجيء من البيت إلى المسجد منه لاتصاله بالفرش ، ولمّا كان الجدار قديماً وكان ذلك المحراب فيه ولم يكن موافقاً للجهة شرعاً تياسر ( عليه السلام ) وبعده المسلمون حرفوا وأمالوا البياض والحمرة إلى التياسر ، ليعلم الناس أنه ( عليه السلام ) تياسر فيه ، وحمّروه ليعلموا أنه ( عليه السلام ) قتل عنده . وكان تكرار البياض والحمرة لتكرار الاندراس والكثافة ، ولمّا خرب المسجد واندرست الأسطوانات والصفات ، واختفى الفرش الأصلي وحدث فرش آخر ، أحدث بعض الناس ذلك المحراب الصغير وفتح باباً صغيراً قريباً منه على السطح
42
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 42