نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 419
تحبون . فكلموه في ذلك ، فأجابهم على أجرة معلومة ، فكان يحفظ لهم ويصلي أكثر نهاره ويصوم ، ويأخذ عند إفطاره من البقال رطل تمر فيفطر عليه ويجمع نوى ذلك التمر ويعطيه البقال ، فلمّا حمل التجار تمرهم حاسبوا أجيرهم عند البقال ودفعوا إليه أجرته ، وحاسب الأجير البقال على ما أخذ منه من التمر وحط ثمن النوى ، فسمع أصحاب التمر محاسبته للبقال بثمن النوى فضربوه وقالوا له : ألم ترض بأكل تمرنا حتى بعت النوى ؟ فقال لهم البقال : لا تفعلوا ، وقصّ عليهم القصة ، فندموا على ضربه واستحلوا منه ففعل ، وازداد بذلك عند أهل القرية لما وقفوا عليه من زهده . ثم مرض فمكث على الطريق مطروحاً ، وكان في القرية رجل أحمر العينين يحمل على أثوار له يسمونه : كرميتة ، لحمرة عينيه ، وهو بالنبطية : أحمر العين ، فكلم البقال الكرميتة في حمل المريض إلى منزله والعناية به ، ففعل ، وأقام عنده حتى برأ ، ودعا أهل تلك الناحية إلى مذهبه فأجابوه ، وكان يأخذ من الرجل إذا أجابه ديناراً ، ويزعم أنه للإمام ، واتخذ منهم اثني عشر نقيباً أمرهم أن يدعوا الناس إلى مذهبهم وقال : أنتم كحواري عيسى بن مريم . فاشتغل أهل كور تلك الناحية عن أعمالهم بما رسم لهم من الصلوات . وكان للهيثم في تلك الناحية ضياع ، فرأى تقصير الأكرة في عمارتها فسأل عن ذلك فأُخبر بخبر الرجل ، فأخذه وحبسه وحلف أن يقتله لما اطلع على مذهبه . وأغلق باب البيت عليه وجعل مفتاح البيت تحت وسادته واشتغل بالشرب ، فسمع بعض من في الدار من الجواري بحبسه ، فرقّت للرجل ، فلمّا نام الهيصم أخذت المفتاح وفتحت الباب وأخرجته ثم أعادت المفتاح إلى مكانه ، فلمّا أصبح الهيصم فتح الباب ليقتله فلم يجده ، وشاع ذلك في الناس فافتتن أهل تلك الناحية وقالوا : رفع . ثم ظهر في ناحية أخرى ولقي جماعة من أصحابه وغيرهم وسألوه عن قصته فقال : لا يمكن أحداً أن ينالني بسوء . فعظم في أعينهم ، ثم خاف على نفسه فخرج إلى ناحية الشام ، فلم يوقف له على خبر ، وسمّي باسم الرجل الذي كان في داره : كرميتة صاحب الأثوار ، ثم خفّف
419
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 419