نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 405
الحسن مخلون ، والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد . فكان ذلك سبب حبس الباقين . ولمّا حج المنصور سنة 144 أمر واليه على المدينة رياح بن عثمان أن يحملهم إلى الربذة مقيدين مغللين ، فحملهم على غير وطاء ، ومعادل كل واحد منهم جندي ، ولمّا خرج بهم رياح من المدينة وقف الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) من وراء ستر يراهم ولا يرونه وهو يبكي ودموعه تجري على لحيته وهو يدعو الله ، ثم قال : « والله لا يحفظ الله حرمته بعد هؤلاء » . وجئ بهم إلى المنصور مكتفين عراة وأوقفوا في الشمس ، فقال له عبد الله هذا : ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر . فأطرق برأسه وثقل عليه هذا التلميح والإشارة ، وأمر بهم أن يحملوا إلى العراق فحبسوا بالهاشمية عند قنطرة الكوفة في سرداب ، ما كانوا يعرفون فيه الليل والنهار ، ولم يكن عندهم ماء للطهور ، فكانوا يبولون ويتغوطون في مواضعهم حتى اشتدت عليهم الرائحة . وبعد أن مضى عليهم ستون ليلة في الحبس ، جاء أمر المنصور بقتلهم فدفن إبراهيم بن الحسن حيّاً ، وأمّا محمد بن إبراهيم بن الحسن فقد أحضره المنصور - وكان أحسن الناس صورة - فقال له : أنت الديباج الأصغر ؟ قال : نعم . قال : لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً ، ثم أمر به فبنى عليه أسطوانة وهي حيّ فمات فيها . وقيل : أمر بهم المنصور فسقوا السمّ فماتوا . وقيل : إن المنصور أمر بهم فقتلوا ، أمّا عبد الله المحض فقد مات مخنوقاً . وقيل : وضع المنصور على عبد الله من قال له : إن ابنه محمداً قد خرج فقتل ، فانصدع قلبه فمات ، وكانت شهادته يوم عيد الأضحى سنة 145 عن 75 سنة ، وقبره في موضع الحبس مع جماعة من بني الحسن تعرف قبورهم بالسبعة . قال ابن الأثير : لم ينج منهم إلاّ سليمان وعبد الله ابنا داود بن الحسن بن الحسن ابن علي ، وإسحق وإسماعيل ابنا إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، وانقضى
405
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 405