نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 395
ثأرنا ، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرهما ، ثم أعطاني البغلة . وسار زيد حتى انتهى إلى الجسر ونادى أصحابه : والله لو كنت أعلم عملا أرضى لله من قتال هؤلاء لفعلته ، وقد كنت نهيتكم أن لا تتبعوا مدبراً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تفتحوا باباً مغلقاً ، ولكني سمعتهم يسبون عليّاً ( عليه السلام ) فاقتلوهم من كل وجه ، فوالله لا ينصرني رجل عليهم اليوم إلاّ أخذت بيده وأدخلته الجنة . واشتد القتال ، فكانت خيل أهل الكوفة لا تثبت لخيل أصحاب زيد ، فبعث العباس بن سعيد المزني إلى يوسف بن عمر يستمده الرجال والخيل ، فمدّه بسليمان بن كيسان الكلبي في القيقانية والنجارية وهم نشابة ( 1 ) ، وحرص زيد حين انتهوا إليه أن يصرفهم نحو السبخة فلم يتمكن ، وفي هذه الصدمة قاتل معاوية بن إسحاق حتى قتل ، وكان زيد يتمثل : أذل الحياة وعزّ الممات * وكلاّ أرآه طعاماً وبيلا فإن كان لابد من واحد * فسيري إلى الموت سيراً جميلا ولمّا جنح الليل من ليلة الجمعة الثالثة من صفر سنة 121 ه رمي زيد بسهم غرب ( 2 ) أصاب جبهته ووصل إلى الدماغ ، فرجع زيد ورجع أصحابه ، ولم يظن أصحاب يوسف بن عمر إلاّ أنهم رجعوا للمساء والليل ، وكان الرامي له مملوك ليوسف بن عمر اسمه راشد ، ويقال من أصحابه اسمه داود بن كيسان . وجاء بزيد أصحابه فأدخلوه بيت حران بن كريمة مولى لبعض العرب في سكة البريد ( 3 ) في دور أرحب وشاكر ، وجاؤا بطبيب يقال له : شقير - وفي مقاتل أبي الفرج ، اسمه : سفيان - فقال له الطبيب : إن نزعته من رأسك مت . فقال : الموت أهون عليّ ممّا أنا فيه .
1 - في المقاتل : 96 : ( القيقانية وهم نجارية ) ، وفي الطبري : ( والبخارية ) بدل : ( والنجارية ) ، والبخارية : سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخارى الذين نقلهم من بخارى إلى البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم . معجم البلدان : 1 / 356 . 2 - يقال : سهم غرب : إذا كان لا يعرف راميه ، وقيل : إذا أتاه من حيث لا يدري . النهاية لابن الأثير : 3 / 350 . 3 - تقع هذه السكة بالقرب من المسجد الأعظم ، وفيها بنى خالد القسري لأمه بيعة وكانت نصرانية . معجم البلدان : 1 / 532 .
395
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 395