نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 383
عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري على بيت المال ، وكان قبله والياً على العراق فحبسه وعذبه ، فادّعى خالد أنه اشترى أرضاً بالمدينة من زيد بن عليّ ( رضي الله عنه ) بعشرة آلاف دينار ، فكتب يوسف بن عمر إلى هشام بذلك ، فاستحضر زيداً وسأله عن الأرض ، فأنكر واستحلفه فحلف له فخلى سبيله . وكتب يوسف بن عمر كتاباً ثانياً ، يقول فيه : إن خالداً ادّعى أنه أودع مالا جزيلا عند زيد بن علي ، ومحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، وداود بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وأيوب ابن سلمة بن عبد الله بن العباس بن الوليد المخزومي . فكتب هشام إلى عامله بالمدينة أن يحمل إليه الجماعة ، فحملهم إليه مكرهين ، ولما اجتمعوا عند هشام سألهم عن المال فأنكروا فاستحلفهم فحلفوا ، وأقرّ بعضهم بأنه لم يستفد من خالد سوى الجائزة . فقال لهم هشام : إنّا باعثون بكم إلى يوسف بن عمر ليجمعكم مع خالد . فقال زيد : نشدتك بالله يا هشام والرحم أن لا تبعث بنا إليه فإنا نخاف أن يتعدى علينا . فقال : كلاّ أنا باعث معكم رجلا من الحرس يأخذه بذلك . فبعث هشام بهم إلى العراق ، واجتنب أيوب بن سلمة لخؤلته ، فقدموا على يوسف بن عمر فسألهم عن المال فأنكروا ، ثم قال زيد : كيف يودعني خالد المال وهو يشتم آبائي على منبره . فأخرج خالداً إليهم وقال له : هؤلاء الذين ادّعيت عندهم . فاعترف بأنه لم يكن له عندهم شيء ، فغضب يوسف وقال : أفبي تهزأ أم بأمير المؤمنين ؟ وضربه حتى خشي عليه الهلاك . فقال زيد لخالد : ما الذي دعاك إلى ذلك ؟ قال : شدّة العذاب ورجوت به الفرج ( 1 ) . أقام الشهيد زيداً بالكوفة أياماً بعد أن وضح حاله للوالي وعرف براءته من تلك التهمة ، ثم قفل راجعاً إلى المدينة ، وفي القادسية أو الثعلبية لحقه جماعة من أهل