نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 380
والانقطاع ( 1 ) . كان السبب الوحيد الدافع للشهيد زيد على النهضة هو ( 2 ) : تنبيه الأمة على زلاّت ولاة الأمر ، وتعريفهم مضار تلك السطوة الغاشمة وذلك الحكم الجائر ، ولولا نهضة الهاشميين في سائر الأنحاء والأزمان لذهب الدين الحنيف الذي لاقى المتاعب صادعة ، وكابد في تأييده كل شدة إدراج المنكرات ، وذلك النهوض الباهر أفاد الأمة شعوراً وإحساساً بما عليه القوة العادية من الأخذ بالمشاق والحكم بالشفاعات ، كما عرفهم الصالح للقيام بتلك الوظيفة التي لا يقوم بها إلاّ نبي أو وصي نبي ، ولا شك في محبوبية ذلك القيام للأئمة الأطهار ( 3 ) ، لما فيه من فوائد ومنافع أهمها إبقاء الناس على موالاتهم واعتقاد تقدمهم ومظلوميتهم ، وإليه يشير الإمام الصادق ( عليه السلام ) بقوله : « خير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا » ( 4 ) . وكون زيد قاصداً تلك الغاية فشئ لا ينكر ، خصوصاً بعدما نقرأ في حديث أهل البيت المتواتر : « إنما دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه » ( 5 ) . وقوله لجابر بن عبد الله الأنصاري : إني شهدت هشاماً ورسول الله يُسب عنده ، فوالله لو لم يكن إلاّ أنا وآخر لخرجت عليه ( 6 ) . تعرّفنا هذه المصارحة مقاصده العالية ، ونيّته الحسنى في أمّة جدّه واسترجاع الإمامة إلى أهلها ، تراجمة الوحي ومصدر الحكم والأسرار ، فلقد تلاعب الأمويون بالدين الإسلامي تلاعب الصبيان بالأكر . لم يوقفه عن الإصحار بالحقيقة كل ما كان يلاقيه من الذل والهوان من هشام بن
1 - تاريخ الطبري : 5 / 486 ، العقد الفريد : 4 / 32 ، شرح نهج البلاغة : 3 / 386 . 2 - انظر : عيون أخبار الرضا : 2 / 225 ، الارشاد : 2 / 171 ، وسائل الشيعة : 15 / 53 . 3 - عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : دخل زيد بن علي على أخيه أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) فلمّا رآه تلا هذه الآية : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ ) ثم قال : أنت والله يا زيد من أهل ذلك . الروض النضير : 1 / 55 . 4 - أمالي الطوسي : 224 ح 40 ، بشارة المصطفى : 175 ح 147 ، وعنه في البحار . 5 - الكافي : 8 / 264 ح 381 ، وسائل الشيعة : 15 / 50 ح 1 . 6 - الكافي : 8 / 395 ح 593 ، كشف الغمة : 2 / 353 ، بحار الأنوار : 46 / 192 ح 59 .
380
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 380