responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 375


قال : لا أحب ما لا يحب الله .
قال الحجاج : ويلك .
قال سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة فأدخل النار .
قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه .
قال : إني أشهدك يا حجاج أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، استحفظ كهن يا حجاج حتى ألقاك .
فلمّا أدبر ضحك ، قال الحجاج : ما يضحكك يا سعيد ؟
قال : عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك .
قال الحجاج : إنما أقتل من شق عصا الجماعة ومال إلى الفرقة التي نهى الله عنها ، اضربوا عنقه .
قال سعيد : حتى أصلي ركعتين ، فاستقبل القبلة وهو يقول : ( وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَا أ نَا مِنَ المُشْرِكِينَ ) ( 1 ) .
قال الحجاج : اصرفوه عن القبلة إلى قبلة النصارى الذين تفرقوا واختلفوا بغياً بينهم فإنه من حزبهم .
فصرف عن القبلة ، فقال سعيد : ( فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) ( 2 ) الكافي بالسرائر .
قال الحجاج : لم نوكل بالسرائر وإنما وكلنا بالظواهر .
قال سعيد : اللهم لا تترك له ظلمي واطلبه بدمي واجعلني آخر قتيل يقتل من أمّة محمد .
فضربت عنقه ، ثم قال الحجاج : هاتوا من بقي من الخوارج .
فقرب إليه جماعة فأمر بضرب أعناقهم ، وقال : ما أخاف إلاّ دعاء من هو في ذمة الجماعة من المظلومين ، فأمّا أمثال هؤلاء فإنهم ظالمون حين خرجوا من جمهور المسلمين وقائد سبيل المتوسمين .
وقال قائل : إن الحجاج لم يفرغ من قتله حتى خولط في عقله وجعل يصيح :
قيودنا قيودنا ، يعني القيود التي كانت في رجل سعيد بن جبير .


1 - سورة الأنعام : 79 . 2 - سورة البقرة : 115 .

375

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست