نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 361
وقال : إن كان هذا الحجاج فقد أرحتكم منه . ثم إن الحجاج خرج ارتفاع النهار من القصر فطلب بغلا يركبه إلى السبخة ، فأُتي ببغل فركبه ومعه أهل الشام فخرج ، فلمّا رأى الحجاج شبيباً وأصحابه نزل ، وكان شبيب في ستمائة فارس ، فأقبل نحو الحجاج ، وجعل الحجاج سبرة بن عبد الرحمن بن مخنف على أفواه السكك في جماعة الناس ، ودعا الحجاج بكرسي فقعد عليه ثم نادى : يا أهل الشام أنتم أهل السمع والطاعة واليقين ، فلا يغلبن باطل هؤلاء الأرجاس حقكم ، غضوا الأبصار وأجثوا على الركب واستقبلوهم بأطراف الأسنّة . ففعلوا وأشرعوا الرماح وكأنهم حرّة سوداء ، وأقبل شبيب في ثلاثة كراديس : كتيبة معه ، وكتيبة مع سويد بن سليم ، وكتيبة مع المحلل بن وائل ، وقال لسويد : احمل عليهم في خيلك . فحمل عليهم ، فثبتوا له ووثبوا في وجهه بأطراف الرماح ، فطعنوه حتى انصرف هو وأصحابه . وصاح الحجاج : هكذا فافعلوا ، وأمر بكرسيه فقدّم ، وأمر شبيب المحلل فحمل عليهم ، ففعلوا به كذلك ، فناداهم الحجاج : هكذا فافعلوا ، وأمر بكرسيه فقدّم . ثم إن شبيباً حمل عليهم في كتيبة فثبتوا له وصنعوا به كذلك ، فقاتلهم طويلا . ثم إن أهل الشام طاعنوه حتى ألحقوه بأصحابه ، فلمّا رأى صبرهم نادى : يا سويد احمل عليهم بأصحابك على أهل هذه السكة ، لعلك تزيل أهلها وتأتي الحجاج من ورائه ونحمل نحن عليه من أمامه . فحمل سويد فرمي من فوق البيوت وأفواه السكك فرجع ، وكان الحجاج قد جعل عروة بن المغيرة بن شعبة في ثلاثمائة رجل من أهل الشام ردءاً له لئلاّ يؤتوا من خلفهم ، فجمع شبيب أصحابه ليحمل بهم ، فقال الحجاج : اصبروا لهذه الشدة الواحدة ثم هو الفتح . فجثوا على الركب وحمل عليهم شبيب بجميع أصحابه فوثبوا في وجهه ، وما زالوا يطاعنونه ويضاربونه قدماً ويدفعونه وأصحابه حتى أجازوهم مكانهم ، وأمر شبيب أصحابه بالنزول فنزل نصفهم ، وجاء الحجاج حتى انتهى إلى مسجد شبيب
361
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 361