نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 336
ثم قال له : « يا ميثم تريد أريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تتعلق عليها وعلى جذعتها ؟ » قال : نعم يا أمير المؤمنين . فجاء به إلى رحبة الصيارف وقال له : « ها هنا » ثم أراه نخلة قال له : « على جذع هذه » . فما زال ميثم ( رضي الله عنه ) يتعاهد تلك النخلة حتى قطعت وشقت نصفين وبقي النصف الآخر ، فما زال يتعاهد النصف ويصلي في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع : يا فلان إني أريد أن أجاورك عن قريب فأحسن جواري . فيقول ذلك الرجل في نفسه : يريد ميثم أن يشتري داراً في جواري ، ولا يعلم ما يريد بقوله حتى قبض الإمام علي ( عليه السلام ) وظفر عبيد الله بن زياد وأصحابه وأخذ ميثم فيمن أُخذ وأمر بصلبه ، فصلب على ذلك الجذع في ذلك المكان ، فلمّا رأى ذلك الرجل أن ميثماً قد صلب في جواره قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ثم أخبر الناس بقصة ميثم وما قاله في حياته ، وما زال ذلك الرجل يتعاهده ويكنس تحت الجذع ويبخره ويصلي عنده ويكرر الرحمة عليه ( 1 ) . يحدثنا الكشي في رجاله فيقول : مرّ ميثم التمار على فرس له ، فاستقبل حبيب ابن مظاهر الأسدي الفقعسي عند مجلس بني أسد ، فتحدثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه ، تبقر بطنه على الخشبة . فقال ميثم : وإني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتين يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة . ثم افترقا . فقال أهل المجلس : ما رأينا أحداً أكذب من هذين . قال : فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا : افترقا وسمعنا ممّا يقولان كذا وكذا . فقال رشيد : رحم الله ميثماً نسي : ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم . ثم أدبر .