responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 325


والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم ، فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الدائن بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله ، والسلام » ( 1 ) .
وكان مسلم ( رضي الله عنه ) كبقية آل عليّ ( عليهم السلام ) رجل الصدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان ، فقام لأمر صهره وسيّده الحسين ( عليه السلام ) ، وما قدم الكوفة إلاّ وتكوّفت جماهير الرؤساء لأخذ يمينه يبايعونه نائباً عن الحسين ( عليه السلام ) ، ونزل دار المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فحضرته الشيعة واجتمعت له فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) الذي أجابهم به فأخذوا يبكون ، وخطبت بمحضره خطباؤهم كعابس بن أبي شبيب الشاكري ، وحبيب بن مظهر الأسدي ، فانتهى ديوانه إلى ثمانية عشر ألف مبايع أو أكثر .
وقد كان لآل عليّ ( عليه السلام ) وفي صدورهم عتاب مع أهل الكوفة في خذلانهم الحسن بن علي ( عليه السلام ) واغترارهم بدراهم معاوية ، لكن حُسن استقبالهم لمسلم محا كل عتاب ، وكفّر كل ذنب ، فكتب مسلم إلى الحسين ( عليه السلام ) بإقبال العامة وإخلاص الخاصة نادمين على ما فرّطوا في جنب البيت الهاشمي ، الذي كان سلطانه أنفع لدينهم ودنياهم ، وحثّ الحسين ( عليه السلام ) على القدوم إلى العراق ليجدد على ربوعه معالم أسلافه ، وسرّح الكتاب مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وسأله الإعجال بالقدوم عليه .
أخذت هذه القضية تحرك العزائم وتنبّه المشاعر في الدوائر الأموية ، وساد القلق على حلفائهم وأوليائهم ، فكتب عمر بن سعد ، وعمارة بن عقبة وعبد الله بن مسلم الحضرمي وأضرابهم إلى يزيد : أمّا بعد ، فإن مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحسين ، فإن يكن لك في الكوفة حاجة ، فابعث إليها رجلا قوياً ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك ، فإن النعمان بن بشير - والي الكوفة - رجل ضعيف أو يتضعف ( 2 ) .


1 - انظر : مقتل الحسين لأبي مخنف : 17 ، الإمامة والسياسة : 2 / 8 ، إعلام الورى : 1 / 436 . 2 - انظر : مقتل الحسين لأبي مخنف : 22 ، تاريخ الطبري : 4 / 265 ، تاريخ ابن خلدون : 3 / 22 .

325

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست