نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 318
فخرج حجر من خوخة في داره فأتى النخع فنزل دار عبد الله بن الحرث أخي الأشتر فأحسن لقاءه ، فبينما هو عنده إذ قيل له : إن الشرط تسأل عنك في النخع ، وسبب ذلك أن أمة سوداء لقيتهم فقالت : من تطلبون ؟ فقالوا : حجر بن عدي . فقالت : هو في النخع . فخرج حجر من عنده فأتى الأزد فاختفى عند ربيعة بن ناجد ، فلمّا أعياهم طلبه ، دعا زياد محمد بن الأشعث وقال له : والله لتأتيني به أو لأقطعن كل نخلة لك وأهدم دورك ، ثم لا تسلم مني حتى أقطعك إرباً إرباً . فاستمهله فأمهله ثلاثاً . وأحضر قيس بن يزيد أسيراً فقال له زياد : لا بأس عليك قد عرفت رأيك في عثمان وبلاءك مع معاوية بصفين ، وإنك إنما قاتلت مع حجر حمية وقد غفرتها لك ، ولكن ائتني بأخيك عمير فاستأمن له منه على ماله ودمه ، فأمنه . فأتاه به وهو جريح فأثقله حديداً وأمر الرجال أن يرفعوه ويلقوه ، ففعلوا به ذلك مراراً . فقال قيس بن يزيد لزياد : ألم تؤمنه ؟ قال : بلى قد أمنته على دمه ولست أهريق له دماً ، ثم ضمنه وخلى سبيله . ومكث حجر بن عدي في بيت ربيعة يوماً وليلة فأرسل إلى محمد بن الأشعث يقول له : ليأخذ له من زياد أماناً حتى يبعث به إلى معاوية . فجمع محمد جماعة منهم : جرير بن عبد الله وحجر بن يزيد وعبد الله بن الحرث أخو الأشتر ، فدخلوا على زياد واستأمنوا له على أن يرسله إلى معاوية ، فأجابهم فأرسلوا إلى حجر بن عدي ، فحضر عند زياد ، فلمّا رآه قال : مرحباً بك أبا عبد الرحمن ، حرب ( في ) أيام الحرب ، وحرب وقد سالم الناس ، على أهلها تجني براقش ( 1 ) . فقال حجر : ما خلعت طاعة ولا فارقت جماعة وإني على بيعتي . فأمر به إلى السجن فلما ولى قال زياد : والله لأحرصن على قطع خيط رقبته .
1 - براقش اسم كلبة دلت على أهلها ، لأنها سمعت وقع حوافر دواب فنبحت فاستدلوا بنباحها على القبيلة فاستباحوهم ، فذهب مثلا . انظر : القاموس المحيط : 2 / 262 ، تاج العروس : 4 / 282 .
318
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 318