نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 316
وعثمان ما كان يقوله ، فقام حجر فصاح صيحة بالمغيرة سمعها كل من بالمسجد ، وقال له : مر لنا أيها الإنسان بأرزاقنا فقد حبستها عنّا وليس ذلك لك وقد أصبحت مولعاً بذم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . فقام أكثر من ثلثي الناس يقولون : صدق حجر وبر ، مر لنا بأرزاقنا فإن ما أنت عليه لا يجدي علينا نفعاً ، وأكثروا من هذا القول وأمثاله ، فنزل المغيرة فاستأذن عليه قومه ودخلوا وقالوا : علام تترك هذا الرجل يجترئ عليك في سلطانك ويقول لك هذه المقالة فيوهن سلطانك ويسخط عليك معاوية . فقال لهم المغيرة : إني قد قتلته ، سيأتي من بعدي أمير يحسبه مثلي فيصنع به ما ترونه يصنع بي فيأخذه ويقتله ، إني قد قرب أجلي ولا أحب أن أقتل خيار أهل هذا المصر فيسعدون وأشقى ، ويعزّ في الدنيا معاوية ويشقى في الآخرة المغيرة . ثم توفى المغيرة ، وولي زياد فقام في الناس فخطبهم عند قدومه ثم ترحّم على عثمان وأثنى على أصحابه ولعن قاتليه ، فقام حجر ففعل كما كان يفعل بالمغيرة ورجع زياد إلى البصرة واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث ، فبلغه أن حجراً يجتمع إليه شيعة عليّ ( عليه السلام ) ويظهرون لعن معاوية والبراءة منه وأنهم حصبوا عمرو بن حريث ، فشخص زياد إلى الكوفة حتى دخلها فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه - وحجر جالس - ثم قال : أمّا بعد ، فإن غب البغي والغي وخيم ، إن هؤلاء جمعوا وأشروا وأمنوني فاجترؤا على الله ، لئن لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم ، ولست بشيء إن لم أمنع الكوفة من حجر وأدعه نكالا لمن بعده ، ويل أمك يا حجر سقط العشاء بك على سرحان ، وأرسل إلى حجر يدعوه وهو بالمسجد ، فلمّا أتى رسول زياد يدعوه قال أصحابه : لا تأته ولا كرامة . فرجع الرسول فأخبر زياداً ، فأمر صاحب شرطته وهو شداد بن الهيثم الهلالي أن يبعث إليه جماعة ففعل فسبّهم أصحاب حجر ، فرجعوا وأخبروا زياداً فجمع أهل الكوفة وقال : تشجون بيد وتأسون بأخرى ، أبدانكم معي وقلوبكم مع حجر الأحمق ، هذا والله من دحسكم ، والله لتظهرن لي براءتكم أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم وصعركم . فقالوا : معاذ الله أن يكون لنا رأي إلاّ طاعتك وما فيه رضاك .
316
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 316