نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 312
فقال : وما تريدين ؟ قالت : ثلاثة آلاف وعبداً وقينة وقتل عليّ . فقال : أمّا قتل عليّ فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينني . قالت : بلى التمس غرّته ، فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي ، وإن قُتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها . قال : والله ما جاء بي إلاّ قتل عليّ فلك ما سألت . قالت : سأطلب لك من يشدّ ظهرك ويساعدك . وبعثت إلى رجل من قومها اسمه : وردان وكلمته فأجابها ، وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع اسمه : شبيب بن بجرة فقال له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال : وماذا ؟ قال : قتل عليّ . قال شبيب : ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إدّاً ، كيف تقدر على قتله ؟ قال : أكمن له في المسجد ، فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه ، فإن نجونا فقد شفينا أنفسنا ، وإن قُتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها . قال : ويحك لو كان غير عليّ كان أهون ، قد عرفت سابقته وفضله وبلاءه في الإسلام ، وما أجدني أنشرح لقتله . قال : أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد الصالحين . قال : بلى . قال : فنقتله بمن قتل من أصحابنا . فأجابه ، فلمّا كان ليلة الجمعة - وهي الليلة التي واعد ابن ملجم أصحابه على قتل عليّ ( عليه السلام ) وقتل معاوية وعمرو - أخذ سيفه ومعه شبيب ووردان وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها عليّ ( عليه السلام ) للصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وواطأهم على ذلك ، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه ، وكان حجر بن عدي ( رحمه الله ) في تلك الليلة بائتاً في المسجد ، فسمع الأشعث يقول : يا بن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح . فأحسّ حجر بما أراد الأشعث فقال له : قتلته يا أعور ، وخرج مبادراً ليمضي
312
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 312