responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 303


لحقت ، حتى ما ينظر إلى ذي شرف وبلاء من نازلتها ولا نابتتها .
فكتب إليه عثمان :
أمّا بعد ففضّل أهل السابقة والقدمة ممّن فتح الله عليه تلك البلاد ، وليكن من نزلها بسببهم تبعاً ، إلاّ أن يكونوا تثاقلوا عن الحق وتركوا القيام به وقام به هؤلاء ، واحفظ لكل منزلته وأعطهم جميعاً بقسطهم من الحق ، فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل .
فأرسل سعيد إلى وجوه الناس من أهل أيام القادسية فقال : أنتم وجوه من وراءكم والوجه ينبئ عن الجسد ، فأبلغونا حاجة ذي الحاجة وخلة ذي الخلة ، وأدخل معهم من يحتمل من اللواحق والروادف ( 1 ) وخلص بالقرّاء والمتسمتين في سمره ، فكأنما كانت الكوفة يبساً شملته نار ، فانقطع إلى ذلك الضرب ( ضربهم ) ( 2 ) وفشت القالة والإذاعة .
وذلك أمر طبيعي ، لأن أولئك الشاغبين الذين أزالوا سلطان الوليد ، كانوا يرون أقل جزاء لهم من سعيد أن يشركهم في سلطانه ، ولا يصدر إلاّ بإذنهم ولا يورد إلاّ عن رأيهم ، فلمّا فاتهم ما أملوا في سلطانه عادوا سيرتهم الأولى .
كتب سعيد إلى عثمان بأمرهم ، فلمّا وصل إليه كتابه نادى مناديه الصلاة جامعة ، فاجتمعوا فأخبرهم بالذي بلغه من أول ولايته وبما كتب به إليه وبما جاءه من القالة والإذاعة .
فقالوا : أصبت فلا تسعفهم في ذلك ولا تطمعهم فيما ليسوا له بأهل ، فإنه إذا نهض في الأمور من ليس لها بأهل لم يحتملها وأفسدها .
وقد أشار عثمان على مَن في المدينة أن يستبدلوا بأموالهم في الحجاز وجزيرة العرب أموالا بنواحي الكوفة وفارس ، وقصده من ذلك أن يوجد في هذه الأمصار قوماً من أهل السابقة والفضل ليكونوا سادتهم وقادتهم ، وتنقطع أطماع غيرهم في السياسة والرئاسة ، فلم يجد ذلك نفعاً ، بل زاد الأمر ونما غرس الفساد ( 3 ) .


1 - اللواحق : ضامرة البطن وأقرب إلى الخاصرة ، أي أقرب من الروادف . والروادف : الذين في المؤخرة . لسان العرب : 1 / 433 . 2 - في المطبوع : ( حزبهم ) ، وما أثبتناه من المصادر . 3 - تاريخ الطبري : 3 / 331 - 333 ، تاريخ دمشق : 21 / 121 - 122 .

303

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست